باص عمان والجديد فيه
من المفترض أن تنتهي المرحلة الثانية من باص عمان اليوم بإشراك الدفعة الأخيرة من الحافلات ليزيد عددها في العاصمة عمان عن 300 حافلة، يعتبر هذا الرقم كبيرا الذي يفترض أن يشكل فرقا ملموسا في منظومة النقل يلمسها المتلقي ويسهم في تخفيف حدة الازدحمات لانه اي؛ باص عمات ؛ليس الوحيد العامل في هذا المجال مع وجود القطاع الخاص والسيارات الصفراء والسلفية وشركات اوبر وغيرها .
قد يكون من المبكر تقييم هذه الخطوة ومدى نجاحها في تحسين النقل وتخفيف حدة الازدحام خاصة وأنها دخلت الساحة في توقيت يشهد ازدحام الصيف المعتاد مع عودة المغتربين وتعطيل الجامعات وحركة سياحية نشطة وفوق ذلك كله حالة الاغلاقات التي تشهدها بعض المناطق الرئيسية والحساسة في العاصمة بسبب أعمال الباص السريع.
كلها عوامل قد لا تصب لمصلحة الفكرة في هذا الوقت وتخفف من الآثار الإيجابية الا انه في المقابل كان يتوقع أن تحقق هذه النقلة أثرا ملموسا يشعر به المواطن الاردني الذي نعتقد لغاية الان يتعامل مع الفكرة كحالة قائمة ومستمرة اي انه لم يتغير عليه شي قبل او ابعد لان العملية لم تأتي بجديد سواء زج عشرات الحافلات في الشوارع ضمن خطوط معينة دون الاستفادة من التجارب السابقة وهنا لا نتحدث عن الاعطال باعتباره شيئا ثانويا الا انه كان يحب أن لا تحدث الآليات وحافلات حديثة فالمهم في العملية آلية العمل برمتها من حيث المواعيد والبطاقات او التذاكر على غرار ما هو معمول به عالميا حيث توقعنا ان تطبق لدينا فما زالت نفس الاجراءات والإدارة المعتمدة على الفزعة وزج حافلات يزيد عددها عن 300 في العاصمة وحدها بأسلوب تقليدي لا جديد فيه.
يجهل المواطن أماكن ومحطات الانتظار وساعات الانطلاق غير المعروفة اصلا و التي طالبنا بأن تكون محددة ودقيقة مع ضرورة الالتزام بها لأنها جوهر الموضوع كما نعتقد أن هذا الرقم كفيل بأن يحقق نقلة نوعية لو تم اعتماد المعايير والأسس التي أنشئ لأجلها والاستفادة من التجارب السابقة وخلق عنصر الثقة لدى المواطن بأن البديل قادر على تقديم خدمة التنقل اليه بسهولة ويسر بعيدا عن التعقيد، و بإمكانه الاعتماد عليه في كل تحركاته ضمن مواعيد دقيقة غير قابلة للعبث او المزاجية مما يضمن له الوصول إلى عمله او غايته في أوقات محددة، عندها قد نتمكن من تطوير الفكرة لتشمل السياحة والفنادق لاستفادة السياح ونزلائها من خدمات الباص بواسطة بطاقات معينة تساعد الزائر على استخدام الحافلات والاستفادة من خدماتها عندها سنشهد حركة نقل انسيابية دون ازدحامات تسهم في تخفيق المشكلة المرورية لدينا ونكون قد حققنا إنجازا ضمن قطاع ومحور هام وعززنا الثقة لدى المواطن بقدرتنا على الإنجاز لننتقل بعدها إلى أمر آخر لا ان نبقى بنفس الدائرة لا نسمع الا صدى صوتنا او كما يقول المثل نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.