أنظمة مرشحة للزوال


أفلا ينظرون إلى الثورات العربية كيف بدأت ؟

يقترب المد الثوري من أنظمة دول عربية مرشحة للزوال. مصدر أجنبيي متخصص أورد معلومات خطرة مقرونة بأدلة دامغة أزالت الشك باليقين وحذرت من اجتياح ثوري يقف على الأبواب. للدقة ربما يكون المد قد وصل بالفعل بعد ثبوت إصابة دول المجموعة المرشحة باحتجاجات متجددة أطاحت بمن كانوا اشد منهم قوة. المسيرات والمظاهرات الولودة في تصاعد ونماء رغم قيام الشبيحة بضربها ضرب غرائب الإبل حيناً وتجاهلها والتقليل من شانها حينا آخر. استقراء نتائج الانقلابات الأخيرة يشير إلى ثبات الاعتصامات العربية وتجذرها والى أنها ليست جمعة مشمشية سرعان ما تنتهي وتزول كما قد كان يظن أو أنها رجس من عمل الشيطان كما يصورها الإعلام الرسمي. كانت نواة لذلك المد والمرحلة الأولي من مراحل مشروع إعصار التغيير الذهبي الزاحف. لم يلتفت المحتجون أو بالأحرى الثائرون إلى برامج الإصلاح الباهتة التي نفخها الحكام لإطفاء جحيم السقوط القادم. تكاثف الحشد الشعبي يشتد يوما بعد يوم بثقة وإصرار وسفن الأنظمة يحاصرها الموج المتلاطم في الشوارع والساحات ومسالة إغراقها أضحت مسالة وقت إذا لم يتعظ الحكام بغيرهم والاستجابة لإرادة شعوبهم لاستغلال الفرصة الأخيرة طالما لا زالت في طور الأمان وقبل اختفاء الخيارات وبدائل الحلول عند إراقة الدماء وبلوغ  مرحلة اللاعودة والتماس العفو والاسترحام وطلب الغفران.

بالنسبة لأولئك الحكام فان الأيام التي تمر هي فرص النجاة التي تفر ومشكلتهم الأساسية أنهم لا يستنشقون إلا معلومات الأجهزة الرسمية المضللة وتقارير غرف العمليات المتضاربة عن الأحداث الميدانية ولا يثقون إلا بكذب لجان التحقيق الحكومية غير المستقلة وأوكلوا مهمة إعداد برامج الإصلاح والتغيير لممثليهم واذأرعتهم التقليدية الخادعة في إدارة شؤون الحكم  الذين لم يميطوا يوما الأذى عن الطريق وورطوا أصحاب الأخدود في بلدان العرب الثائرة الآن  وهم الذين سيكونون أول الهاربين أو المنشقين في اليوم العصيب .

سيدفع الزعماء الثمن غاليا إذا لم يحسموا الأمر وإذا ما استمروا باستبعاد كل مكونات الشعب عن طاولة الحوار وتسليم ملف الإصلاح للرموز التي ترعرعت واعتاشت على الأنظمة ،تلك الرموز التي طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد وهي مرفوضة شعبيا على أي حال ولطالما خدعت مؤسسات الحكم وآخر من لها الحق في صياغة مستقبل الديمقراطية والحديث عن الحقوق والحريات لان الظلم والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان جزء من شخصياتها كالرئة تماما أو القلب وأنتجت مقترحات هامشية لا تشبه الإصلاح ولا تنتقص من الفساد إلا كما ينتقص المخيط إذا أدخل البحر والمؤسف أن الأنظمة مخدوعة بمن حولها وتعيش في عالم آخر من الوهم وتبتسم ابتسامات لا تسر الناظرين وتظن أنها تجاوزت الخطر بما تعتقد انه أصلاح أو النثر العشوائي للمال في الوقت الضائع  وفاتها الانتباه إلى أنها لا زالت في مرمى الاحتجاج  وفوهة المسيرات مسددة صوب رؤوسها وللعلم فان المصدر الأجنبي علمي ومتخصص وصادق التوقعات ومجرب بالدقة والموضوعية والحياد والمجتمعات العربية اعتادت على تصديق كل معلوماته ولا تثق  بربع معلومات المصادر المحلية الموجهة.

fayz.shbikat@yahoo.com