الهجوم على طارق خوري


تصريحات طارق خوري حول «تفجير انابيب غاز الاتفاقية مع الاحتلال»، حمّلت ما لا تحتمل، وجعلها البعض ذريعة للنيل من النائب وتصفية للحسابات معه.
مبدئيا، أخطأ النائب في عبارته، واعتقد جازما ان الاردنيين جميعا بما فيهم طارق خوري، لا يقبلون تعريض امن الاردن للخطر، ولا يمكنهم القبول بالخروج على القانون والدستور.
محسومة تلك المواقف، لا نقاش فيها ولا جدال، فمنذ وادي عربة ونحن نرفض الاسرائيلي، لكن لم يمتد رفضنا، ولن يمتد الى مرحلة العمل المادي الماس بأمن البلد.
خوري في لقائه على «نبض البلد» كان واضحا، فقد اعتبر ما قيل من باب الحماسة ومن انفلاتات الخطابة، فسيكولوجية الموقف احيانا تجعلك مسيرا من الكلمات التي لا تعبر عن حقيقة الموقف.
من جهة اخرى، كلنا متفقون على مناصرة الحق الفلسطيني، وكلنا منفعلون له ومتحمسون، لكن في بعض الاحيان هناك حماسة مفرطة تحتاج الى مراجعة في تعبيراتها لا في كمها المحمود.
أختلف مع النائب طارق خوري بنسبة كبيرة جدا، وفي كل الموضوعات تقريبا، حتى التي اتفق فيها معه تراني لا يروق لي طريقة معالجته لها.
مع كل ذلك، أعترف انني التفت باهتمام لما يقول، واستمع له برغبة واعية، فالرجل له انصار لا يستهان بهم، وبتقديري انه يمثل توجهاً محدداً لقاعدة اجتماعية لا يستهان بها.
مرة اخرى، علينا ان لا نتصيد لبعضنا البعض، وان لا ننساق لحملات الثأر السياسي، والاخطر ان يركّب على المواقف بهارات من الاقليمية الشوفينية المقيتة.
اما المتحمسون للدفاع عن امن البلد وعن اجهزتها الامنية، حماسة بأغراض ولأغراض متعددة، فهذا امر جيد، لكنه ايضا يحتاج الى اعتدال وتوسيع صدر وعقلانية منضبطة.
ظرفنا الوطني ملتبس ودقيق وخطير، من هنا لابد ان نكون اكثر دقة وحذرا فيما نقول «الكلام لخوري»، ومن جهة اخرى علينا ان نعذر بعضنا بعضا، وان تكون النصيحة اعمق دلالة من الفضيحة «الكلام لبعض المتحمسين والمتصيدين»