وقلوبهم شتى


صحيح ان التناقض بين اثنيات دولة الاحتلال الصهيوني واسع، والتنازع الداخلي بينهم عميق، ولم يخل تجمع بشري على مر الزمان من اختلاف الرأي وتنوع الإاجتهاد.. والاصطفاف الحاد داخل حركة المجتمع.
هذه الأيام تشهد «إسرائيل» حركة اصطفاف حاد، واستقطابا عميقا نشأ عنه تظاهرات صاخبة واحتجاجات عنيفة وخصومة وعداء، وتمايز بين: السفارديم - والاشكناز، بين الغربي - والشرقي، وبين المتدين - والعلماني، وقد علم كل أناس مشربهم.
ولكنهم تعايشوا مع هذا التعدد واستطاعوا أن ينجحوا في بناء دولة متفوقة على المجموع العربي المرسوم بحدود الدم المسفوح على مذابح الجهل والتخلف والتعصب، الواقع العربي للاسف غثائي ومفكك، والبأس البيني لدى العرب أوسع وأعمق، منذ داحس والغبراء في الجاهلية، ومروراً بالجمل وصفين، وصولا إلى شلال الدم المتدفق بالنيران الصديقة، في معظم بلاد العرب لا يكفي أن نراهن على تناقض الأعداء حتى لو كان بأسهم بينهم شديدا، ومطلق الحماسة العاطفية المشحون بالتدين، والتعبد، والقدرة على التحمل، على ما فيها من خير كثير لا يغني عن العقل وتأهيله والإعداد العلمي والمادي في نهضة المجتمعات، ذلك أن قوانين الكون ونواميس الحياة، تجري على الجميع، لا تحابي أحدا ولا تستثني أمة.
غزة بإرادة قيادتها، ومقاومتها وإعدادها المطلوب، عرفت وفهمت وقدرت واحسنت وسهرت وصنعت وأضافت وأعدت لهم ما استطاعت من قوة، فشكلت انموذجا متميزا.
الخلاصة المحزنة:
* الأعداء نجحوا في إدارة اختلافهم وفشلنا نحن المسلمين في ذلك، حتى أصبح بعضنا يتحالف مع الأعداء في مقاتلة البعض الآخر.
* وفق بوصلة منحرفة، تشكل الناتو العربي بقيادة نتنياهو لخوض الحروب التي تخدم أهداف الأعداء، وتستنزف طاقات الأمة.
* انها أزمة الوعي المختطف، والتبعية المذلة، مع غياب الإرادة الشعبية، والإدارة الوطنية لتمرير كل المشاريع المشبوهة بما في ذلك صفقة القرن.
فهل إلى خروج من سبيل؟