موفق محادين يكتب: هل كان عوض الله مصلحا?

كتب الكثير حول الوزير السابق باسم عوض الله واهتمام الامريكيين بدوره السابق واللاحق في الاردن, ولكن مقال الزميل سلامة الدرعاوي كان الاكثر تكثيفا للمذكور, وربما لان لا احد يستطيع ان يتهم الزميل الدرعاوي بالاقليمية فهو من عائلة عريقة تعود في جذورها الى فلسطين ولانه ايضا واحد من المع المحللين الاقتصاديين الموضوعيين, المحايدين ان صح التعبير..

ولمن فاته المقال, فقد اعتبر عوض الله وفريقه المسؤول عن تفاقم الازمة الاقتصادية وما ترتب على سياساته من خسائر فادحة ومناخات غير مسبوقة للفساد والنهب واللصوصية, ومن تفكيك الدولة وتفتيت المجتمع وزيادة الدين الخارجي واغراق البلاد بمشاريع وهمية غير انتاجية كما اتهم الرجل ايضا بانه كاد ان يطيح بمؤسسات اقتصادية اجتماعية مهمة مثل الضمان الاجتماعي فضلا عن اتهامه بدعم شركات لاقاربه تتاجر بالاعضاء البشرية, وبفتح البلاد امام شركة بلاك ووتر (القتل بالايجار) لتكون قوة موازية للاجهزة التقليدية الامنية الاردنية..

على ان الاهم في المقال المذكور هو رد الزميل الدرعاوي على الامريكيين ومزاعمهم حول الحرب التي تعرض لها عوض الله بسبب افكاره الاصلاحية وبسبب اصوله وكان باسم قد حصل على تعليمه على دفعتين من امريكا وبريطانيا قبل ان يظهر لاول مرة في المشهد الاردني كمترجم خلال الاعلان عن معاهدة وادي عربة, ثم تزامن صعوده مع الانهيار السوفييتي والتمدد الصهيوني عبر ما يعرف باتفاقات التسوية وكان جزء من فريق كامل من جماعة الامريكان والبنك الدولي الذين ظهروا فجأة في اكثر من بلد عربي, وادت سياساتهم الى تفكيك الدول, وتعميق الازمة فيها, ومنهم: احمد نظيف في مصر, وغانم شكري في ليبيا, والسنيورة في لبنان واشكالهم في سورية وغيرها..

وهو ما يؤشر على ان الاصلاح وفريقه الذي يتباكى عليه الامريكيون لم يكن بريئا من اجندة امريكية - صهيونية على طريق الفوضى الهدامة الشرق الاوسطية المعروفة والتصفية النهائية للقضية الفلسطينية... فالخصخصة لم تستهدف استبدال الدولة الشمولية بدورة رأسمالية حيوية ومناخات ديمقراطية, بل تحطيم الدولة برمتها وتوسيع الفساد والتوتر الاقليمي او الطائفي حسب ظروف كل بلد.