..المھم الارتفاع قلیلاً

 یا سلام»، «ھذا الكلام الصحیح»، «رؤیة ثاقبة»، «حنكة وحكمة»، «عبقریة في» التفكیر»، «تحلیق في التحقیق»، «ذكاء نادر»، «كنا بحاجة الى ھذا التوجیھ»، «یا الله كم نحن بحاجة إلى أمثالك»، ّ درك من أین أتیت بالبلاغة كلھا».. وغیرھا من عبارات .النفاق ھي التي خرب بیتنا وأوصلتنا إلى ما أوصلتنا إلیھ أتابع في كثیر من الأحیان ما یكتب عن أن منجز أو لقاء روتیني یقوم بھ احد المسؤولین، فأرى التركیز على مدیح الشخص من اجل السباحة مع التیار أو للقفز على أول قارب، أكثر بكثیر من التركیز على فحوى اللقاء الذي حضر لأجلھ الشخص، وأین تقف مصلحة الوطن وكم سیخدم ھذا القرار أو ھذا اللقاء المصلحة العامة. لذا نرى خبراً أو مقالاً یسھب في وصف رموش عینیھ ّ وخطي حاجبیھ وحلاقة ذقنھ ورائحة عطره وكیف ابتسم، ولمن ابتسم، ومتى حك ّ شعره، أو نزل «مغّیط جراباتھ» وماذا یقصد من تنزیل «مغّیط جراباتھ».. ما أراه من مبالغة في المدیح والغزل، صار یضر بشكلنا كدولة، ویثیر اشمئزاز المسؤول نفسھ.. حتى صرت أتخیل أحدھم یقول: ّ «ول علیكو والله مانا ھیك.. ول .!«كنت ھیك.. ولا عمري رح أصیر ھیك في الیومین الأخیرین، قرأت أكثر من عشر مقالات كلھا تصب بنفس الفكرة، محاولات الرسم بألوان النفاق البائس ّ مشوھاً لرسم صورة مختلفة للمسؤول، الغریب أنھ حتى بعالم الفن المبالغة في جمالیة كل عضو من الجسم، تنتج عملاً غیر جمیل.. لكن الشباب من ّ المتحمسین الى الكراسي یغرقون في التزویر حتى تصبح صورة تجمیعیة لا تمت للواقع ..بصلة طیب غالباً ما أسال نفسي، ھل ھناك من یقوم بتھدید ھؤلاء بسوط من عذاب اذا لم یقوموا بالكتابة والمبالغة في المدیح؛ بمعنى سوف تقطع رؤوسكم على الملأ إن لم تكتبوا، أم أنھا مسألة تطوعیة منھم لمسح الجوخ ّ والتقرب بأي طریقة والوصول الى مقاعد الصف الأول أول الصف الثاني حتى تتلامس «الأكتاف».. بالتأكید ھي مسألة تطوعیة ذاتیة یحرك أجراسھا جین العبودیة في دواخلھم فتراھم ّ یمجدون الأشخاص ویحاولون الصعود على جثة الوطن، المھم ..الارتفاع قلیلاً ولو على صدر میّت طباعة مع التعلیقات طباعة احمد حسن الزعب . ّ بالمناسبة حتى طریقة التزلف المكشوف صار وسیلة قدیمة وبائسة وبائدة لا یستخدمھا الأذكیاء البتّة غطیني یا كرمة العلي ahmedalzoubi@hotmail.com