قرار انقلابي للاخوان المسلمين
لا أحد يعرف ماهو الموقف النهائي لجماعة الاخوان المسلمين من الانتخابات البلدية والنيابية،وهل سيشارك الاسلاميون في هذه الانتخابات ام سوف يقاطعون؟!.
هناك ازمة ثقة بين الحكومات والجماعة،وهي ازمة ثقة كبيرة،سببها ان بعض رموز الحركة يقولون للمسؤولين شيئا ويفعلون شيئا آخر،وبسبب وجود آراء متفاوتة بين قيادات الحركة ازاء مختلف قضايا الداخل،وكأن هناك اتفاقا ان ترتسم صورة البعض بالصقر المتشدد،والبعض الاخر بالحمامة الناعمة،والعتب وصل الى ذات صدر الملك.
الاستنتاج الاخطر الذي عصف بعلاقة الجماعة بالدولة،يتعلق بوجود احساس مؤكد لدى الدولة ان الاخوان المسلمين في الاردن،ينتظرون ما سوف تسفر عنه التجربة المصرية،وما سوف يحصده اسلاميو مصر،من اجل تطبيق ذات الانموذج اردنيا.
محللون في الدولة اعتبروا انه كلما اشتدت قوة الاسلاميين في مصر، اشتدت حراكات الاسلاميين في الاردن،وذهب هؤلاء الى الرأي الذي يقول ان الاسلاميين ايضا يشعرون انهم الوريث الطبيعي لنظام الاسد،لو سقط،وهكذا يشعرون ان المرحلة مرحلتهم بكل المعاني.
على الرغم من كل النقد الذي يقال بشأن الحركة الاسلامية في الاردن الا ان حثها على المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية،امر ضروري،لان وجود الاسلاميين في البلديات والبرلمان،لايهدد الدولة ولا استقرارها،بل ان مشاركتهم تمنح هذه الانتخابات زخما خاصا.
هذا رأي المعتدلين في الدولة،يقابله رأي اخر لايريد رؤية وجوه الاسلاميين نهائيا،لا في بلدية ولا في برلمان،ويرى المتشددون الرسميون ان الاسلاميين تجاوزوا حدودهم،وانهم يلعبون لعبة خطرة،وانهم يريدون السلطة والحكم،الى اخر هذه التفسيرات.
اخطر مافي سكوت الاسلاميين او سلبيتهم هذه الايام يتعلق بتركهم لصورتهم لتتشكل بيد الخصوم،وهم لايبذلون اي جهد لمنع هدر رصيدهم،ويعتبرون ان الاستمرار في الموقف الغاضب او التصعيد هو الحل،ولايعرفون ان هناك من يقابلهم بتحشيد مضاد،يصل حد الدعوة الى حل جماعة الاخوان المسلمين.
بهذا المعنى على الجماعة ان تتحرك وتخرج من سلبيتها،وتبحث عن حلول وسطى مع الدولة،وان لايستغرق الاسلاميون في غضبهم وابتعادهم،لان هذا مايريده ألد خصومهم.
اذا اراد الاسلاميون قلب الحسابات فعليهم الاعلان عن مشاركتهم في الانتخابات النيابية والبلدية،وان يوصلوا رسائل تفسر لصاحب القرار شعوره بوجود تعدد مرجعيات داخل الجماعة،فما يقوله حمزة منصور يختلف عما يقوله زكي بني ارشيد،ومايقوله نمر العساف قد يختلف عما يقوله الدكتور ارحيل الغرابية،وهذا احد اوجه التشويش في علاقة الاسلاميين بالدولة.
وجود الاسلاميين في البلديات والبرلمان،مطلوب،وانا احد الذين ينتقدون الحركة الاسلامية،غير ان نقدهم شيء،ومعاداتهم شيء اخر،وعلى هذه القاعدة الارتكازية وصولا الى الفراغ الذي يسببه غيابهم فتأخذه القوى الجديدة،تأتي مشاركتهم باعتبارها مصيرية ومهمة.
اعلان الاسلاميين عن نيتهم المشاركة سيكون قرارا انقلابيا،وسيسبب الازعاج لكثيرين،وسيثبت ان حالة السلبية والابتعاد التي تعيشها الجماعة،حالة يريدها خصومها ويرتاحون لها ايضا،وسيثبت ان المشاركة هي المزعجة حقا وليس المناكفة والمقاطعة!.
لعل هناك من يسمع ويقرأ ويفكر مثنى وثلاث ورباع.
MTAIR@ADDUSTOUR.COM.JO