هل ستفوض امريكا إسرائيل لشن الحرب عنها؟


فشلت امريكا دون ادنى شك في شن حرب واسعة في المنطقة تجاه ايران, وقبل الحديث عن بعض اسباب هذا الفشل, علينا الوقوف على الاهداف الامريكية والتي كانت مرسومة لشن مثل هذه الحرب, والتي يمكن الإشارة اليها هنا, كمنع النظام الايراني من تطوير منظومته الهجومية على دول المنطقة, والحصول على مكاسب مادية ضخمة جدا من الدول المعنية في المنطقة, ثم تأمين حدود جغرافية آمنة لدولة اسرائيل المزعومة, في ضوء هذه الاسباب فقد رُسمت الخطة، وحُدّدت الأهداف، من قبل القادة العسكريين بالبنتاغون، وكانت بانتظار الأمر لتوجيه الضربة العسكرية، غير أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جمع كبار مستشاريه، داخل المكتب البيضاوي، وقبل دقائق فقط من ذلك, تم التراجع عن القرار.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع في اللحظة الأخيرة عن ضرب الأهداف الإيرانية، تراجع بُعيد إسقاط طهران طائرة استطلاع أميركية مباشرة, تلك الطائرة التي كانت تُحّلق فوق المياه الدولية, والسؤال هنا ما هي الاسباب التي تقف وراء تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن شن مثل هذه الحرب؟
لعل اهم الاسباب التي حالت دون ان يشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا ضد ايران هي: فشل الادارة الامريكية في افغانستان والعراق وسوريا جعلها تعيد حساباتها من جديد, وعدم تحمس الاتحاد الاوروبي للدخول في مثل هذه الحرب, كذلك خطورة الحرب والتي لن تقتصر على ايران وحدها, فقد تحتمل الحرب شمول العديد من الجهات والدول, ثم ان قناعة معظم الدول في ان سياسة ترامب لا تحمل الاستقرار في المنطقة, وانه يقوم بالابتزاز, وانه يتعامل بمبدأ حجم الربح الذي سيجنيه لامريكا.
خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي كانت تقضي بشن حرب واسعة نوعا ما في المنطقة فشلت وتراجع عنها في اللحظات الاخيرة للأسباب سابقة الذكر وغيرها من الاسباب الاخرى, ولإبقاء شيء من ماء الوجه للرئيس الأميركي دونالد ترامب, فقد بات امر تفويض إسرائيل لشن حربا جديدة بدلا عن هذه الحرب اصبح وارد, وهذا التفويض قد يشتمل على ثلاثة سيناريوهات هي, ضربة سريع وخاطفة لإيران, او ضربة سريع وخاطفة لحزب الله في لبنان, او ضربة سريع وخاطفة لحركة حماس في غزة, وهذا التفويض من قبل امريكا لإسرائيل سيعيد القضية الفلسطينية الى ما قبل المربع الاول, وفي جميع الحالات اسرائيل ستكون الخاسرة, لأنه بعد عودة (طائرات) سلاح الجو الاسرائيلي من المهمة الموكلة لها مباشرة, يتوقع ان تتلقى اسرائيل وابل من (الصواريخ) التي لن يعرف عددها ومداها ومساحة دمارها الا الله عز وجل, ...والعبرة هنا لمن اعتبر.