طاهر المصري ما يزال إصلاحياً



بعد انسحابه من تجمع العبيدات الاخير، ورسالته المشهورة، حاول البعض ان ينال من قيمة طاهر المصري الاصلاحية، ولا سيما انه انكفأ قليلا، وكان في رسالته ما يؤشر على قبوله بالامر الواقع الاردني.
كل تلك تكهنات غير صحيحة، فالمصري بطبيعته اصلاحي، واكاد ازعم انه من اكثر الشخصيات اخلاصا للديمقراطية في تاريخ رجالات النظام السياسي الاردني.
لكن هناك خلط عند الناس بين ان تكون اصلاحيا وبين المنبر المناسب لكي يدلي احدهم بمواقفه الاصلاحية، ولعل طاهر المصري ممن وقع بحقهم هذا الخلط الواضح.
لا يعقل ان نرى الاستاذ طاهر المصري «ابن السيستم» وأحد عناوين التمثيل الفلسطيني في التركيبة الاردنية، لا يعقل ان نراه مركبا على تجمع حراكي شعبي نخبوي من طينة ما اعلنه احمد عبيدات.
لكن بالمقابل لن يتخلى المصري عن مواقفه الاصلاحية، سيبوح بها اكثر في اماكن اخرى مختلفة، فالتصريحات الصحفية او المحاضرات هي المكان الانسب للرد ولحساسية موقعه.
قبل ايام، عاد المصري للظهور مرة اخرى، من خلال محاضرة قيمة القاها في النادي الارثذوكسي بغرب عمان، حيث تناول مواضع مختلفة اعتدنا عليها كمواقف له لم يفارقها.
طالب المصري وهو احد اهم المشتبكين مع ملف القضية الفلسطينية «رئيس وزراء حكومة مدريد»، طالب، بعد فشل مؤتمر البحرين بالعمل فورا على تأسيس دولة تؤمن «بالعلم والتفكير الحر».
كما انه رحب بالموقف الفلسطني الشجاع، الرافض للاجندة الاميركية، قائلا: ان الفلسطينيين رفضوا مبادلة الهوية والوطن والمستقبل بالخبز.
اما في موضوع الاصلاح فلم ينسحب المصري من مواصلة مواقفه، بل اكد ضرورة الاصلاح، وضرورة اعادة بناء الدولة، وان الاصلاح هو طريق المواجهة مع الضغوط الخارجية.
ما اردت قوله ان طاهر المصري باق على ما هو عليه، لم ولن يتغير، لكن الفرق في فهمنا لموقعه من السيستم، وهنا اقول ان الرجل ما يزال منسجما مع ذاته.