جلالة الملك...لسنا خائفين ولكننا قلقون
سيدي ملك البلاد،، سعدنا جميعا بكلماتك التي أثلجت صدورنا جمعيا كاردنيين وفلسطينين على حد سواء ، ((لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد، الأردن هو الأردن، و فلسطين هي فلسطين، وهويتنا عربية إسلامية)) نعم هذا هو مطلبنا جميعا ،وآن الاوان لاتخاذ خطوات عملية وتشريعية من قبل الحكومة الاردنية ومجلس النواب لترجمة هذا الكلام الهام والواضح من ملك البلاد الذي يحمل مضمونا مقدّسا عند الاردنيين والفلسطينن لخطوات عملية (تشريعية وسياسية)، تكون صفعة كبرى لدعاة الوطن البديل.
سيدي الملك،تفضلت وقلت :( ولا يجوز أن نتحدث بنفس الموضوع كل سنة والخائفون ،،هم الذين يثيرونه)
اطمنك سيدي، أننا لسنا خائفين على الاطلاق ، لان الشعب الاردني والفلسطيني في الشتات وتحت الاحتلال يدرك تماما ان التلاحم والوحدة هما السبيل الوحيد لاعادة الحقوق لاصحابها والتصدي لعرابي الوطن البديل ، والتلاحم الواعي يمثل الرد القاتل على الذين تاجروا بالاوطان وباعوا قضايا شعوبهم بابخس الاثمان ، جيل اليوم ليس كجيل الامس على الاطلاق ، فالوعي السياسي الذي لديه ، استمده من خلال دراسة تجربة الاجداد ،الذين خدعتهم الوعود والخطابات والشعارات ، وعود كثيرة وقرارت دولية ومؤتمرات للجامعة العربية ..شجب واستنكار ، كانت نتيجتها بيع الاوطان والمتاجرة بالشعب الاردني والفلسطيني على حد سواء ، ليطمئن الجميع ان هذا الجيل الواعي سوف يفوّت الفرصة على كل من يسعى لاثارة فتنة على اسس اقليمية أو جهوية ، لان الفتنة لامحالة تصب في خانة مشروع الوطن البديل ومشاريع التوطين الاخرى وضياع الحقوق الاردنية والفلسطينية ، بل اننا نرى جميعا ان التهديد الصهيوني والامريكي لفلسطين والأردن معا هو عامل توحيد، وليس سببا لإثارة الخلافات والفتنة التي سعت اليها اقلام مسمومة نعرفها جيدا.
المطلوب الآن من الساسة ومؤسسات المجتمع المدني والكتاب طرح مثل هذه المواضيع الحساسة ، بكثير من التحليل ورغم ان البعض يتهم من يطرح مثل هذه المواضيع باثارة الفتنة والزوابع حول الهوية الاردنية ،واتهامهم بشرخ الوحدة الوطنية ، يسعون للتصيد بالماء العكر ،نكتشف لاحقا من خلال التسريبات التي ظهرت لنا ان اصحاب الاتهامات هم من دعاة الوطن البديل!!!!
سيدي الملك،لسنا خائفين ولكننا قلقون ، قلقون لانك سيدي كل سنة تؤكد ان الاردن لن يكون وطنا بديلا للفلسطينين ،وأن الوحدة الوطنية خط احمر ، ومع ذلك لم تحرك حكومات الاردن ساكنا ولم تحول هذا هذه العناوين الهامة والواضحة في خطابك سيدي ،الى خطوات عملية وتشريعية لدفن مشروع الوطن البديل وتحصين الوحدة الوطنية ، فبقى الخطاب حبيس الاوراق والادراج ولم يتحرك الى اروقة مجلس الوزراء وقبة البرلمان ، فاستمر التجنيس بناء على قانون ملغى ضمنيا استناد لقرار فك الارتباط واتفاقية وادي عربة ، فالاتفاقيات الدولية اعلى مرتبة من القانون فلماذا قانون الجنسية لعام 1954 الذي شرع في عهد وحدة الضفتين مازال ساريا؟! ، وهو باطل قانونيا بعد فك الارتباط ، فالجنسيات التي منحت بعد عام 1989 بناء على قانون باطل هي بالتاكيد جنسيات باطلة ،ولامجال الان الا باقرار قانون جنسية جديد يتوافق مع قرار فك الارتباط ،ودسترة فك الارتباط لان الدستور الاردني لعام 1952 شرعت جميع بنوده في عهد وحدة الضفتين . وان يتم ذلك سريعا وقبل اقرار قانون انتخاب عصري وقبل اعلان الدولة الفلسطينة قريبا.
سيدي الملك لسنا خائفين ولكننا قلقون لان بعض الساسة الاسرائيلين وبعض نواب الكنيست المتطرفين اعلنوا بكل وضوح ان الاردن وطن بديل للفلسطين واتخذت الحكومات الاسرائيلة خطوات عملية، وليس تهديدا قوليا فقط ،فبنوا الجدار العازل الذي قسّم الضفة الغربية إلي ثلاثة اقسام وجعل الحياة مستحيلة بالنسبة للفلسطينين، وفصلهم الجدارعن أعمالهم ومدارسهم وأراضيهم، ويبدو ان انه ليس أمام الفلسطينيين خيارات الاّ الرحيل طوعا أو بالقوة إلي الأردن اجلا ام عاجلا، وتوسعت اسرائيل في بناء المستوطنات داخل الضفة الغربية وقطّعت اوصالها وهودت القدس..، فاسرائيل ماضية في مشروع الوطن البديل!!
حقيقة نحن قلقون لاننا لم نرى ردا من الحكومة الاردنية ومجلس النواب على تصريحات سابقة اطلقها عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إرييه الداد وكررها اكثرمن مرة( بادراج الخيار الاردني كوطناً بديلاً للفلسطينيين) وغيره من اللوبي الصهويني الامريكي، سوى تصريحات خجولة من قبل الناطق باسم الخارجيةالاردنية الذي اكتفى بالرفض والاستنكاروالادانة باضافة كلمة شديد اللهجه!!! ، فقاموس الخارجية الاردنية لايحوي الا هذه المفردات فقط ، مع العلم ان الحكومة ومجلس النواب يملكون وسائل ردع قوية منها تجميد اتفاقية وادي عربة وسحب السفير الاردني وطرد السفير الاسرائيلي ، فلماذا لم تستخدمها الحكومات الاردنية !!!المطلوب الان اجراءات سريعة من قبل الحكومة الاردنية لترجمة كلام الملك لخطوات عملية واجراءات تشريعية واتخاذ خطوات تصعيدية .
حقيقة السلطة الوطنية الفلسطينية تهدد دائما بالرد على الاجراءات الاسرائيلة بتجميد المفاوضات وكانها لاتملك خيار آخر ، فخيار المقاومة والانتفاضة بيدها وبيد احزاب المقاومة ، لكن يبدو ان الجميع دخل في صراع الوصول للسلطة وتخلى عن مشروع المقاومة ، هكذا تبدو الامور.
حقيقة الدول التي تعيش على المساعدات الامريكية والاوروبية ومدانة بعشرات المليارت لصندوق النقد الدولي ،نتيجة الفساد وسوء الادارة لا تستطيع ان تملي شروطها ، فهي اسيرة الاجنبي وتأتمر بامره ،، لم يبقى الان الاّ طريق واحد هو: الاصلاح السياسي ومحاربة الفساد بشكل جدّي لاصوري، وذلك بالسماح للشعوب بالمشاركة السياسية الحقيقة وتعديل دساتريها وقوانينها ، لان الاوطان والشعوب هي الباقية والسلطات الحاكمة مصيرها التبديل والتغيير ، فالشعب مصدر السلطات وعليه الآن الانتقال من مرحلة القلق الى مرحلة التصعيد والاعتصامات أمام السفارت ،كخطوة اولى ،بانتظار اجراءات الحكومة لدفن مشروع الوطن البديل ، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
حمى الله الاردن والشعب الاردني والفلسطيني من كل مكروه.