بعد ورشة البحرين هل نذوق الأمرّين
عُقد مؤتمر وورشة البحرين حسب ما خطّطت له الإدارة الأمريكيّة بتوجيه من رئيسها دونالد ترامب وكلّف صهره جاريد كوشنر بإدارتها والتحضير لها وكان الحضور متنوعا ومتعددا من اوروبا وبعض الدول العربيّة وبغياب ملحوظ من طرفي النزاع وهي الحكومة الإسرائيليّة التي لم تُدعى للحضور والسلطة الفلسطينيّة التي رفضت الحضور لتأكُّدها بان هدف الورشة هو تصفية القضية الفلسطينيّة ولتحيُّز الإدارة الأمريكيّة السافر لطرف الجانب الإسرائيلي .
وقد كان تقييم ذلك المؤتمر وتلك الورشة جدليا حيث لم يتحقق هدف الجهة المنظِّمة له كما لم تتحقق احلام الدول الحالمة من حضوره في تحقيق الإزدهار الإقتصادي لشعوبها وما تحقق بالمقاييس الإسرائيلية هو زيادة مستوى التطبيع لبعض الدول العربيّة والتعبير العلني بذلك من بعض الشخصيات العربيّة .
وقد تكون تلك الأهداف مجتمعة بحاجة الى اجتماعات اخرى في اكثر من بحرين خاصّة ان 75% من سطح الكوكب هو بحار ومحيطات وان هذا السطح تتحكم بمعظمه سياسة امريكا وان امريكا يحكمها رجل جدلي يقلب الحقائق ويموج على سطح المياه بقرارات تكسب درجة الميوعة وسرعان ما يتراجع عنها ليتخذ قرارات اكثر ميوعة وقد يكون لتلك القرارات علاقة بمخططات سابقة على عهده بالحكم ولكن ما اقترفه ذلك الرئيس وصهره يعود على كثيرين بالوبال وإنّ توقُّع هؤلاء الناس المنكوبين من جرّاء ذلك الرئيس يتوقعون ان يذوقوا الأمرّين بعد ورشة البحرين وبعد ان تؤول اراضيهم لفئة غاصبة .
ولا شكّ ان سياسة الإدارة الأمريكيّة واعوانها تدور حول إفقار الدول العربيّة جميعها وخلق البلبلة بين مواطنيها وتكريس وجود طبقتين اجتماعيتين بينهم الأغنياء والمسحوقين وشطب الطبقة الوسطى منهم وكذلك زعزعة الثقة بين المواطنين وحكوماتهم المحليّة وإغراق تلك الدول وحكوماتها بالديون الكبيرة والإلتزامات صعبة السداد وبالتالي إجبارها على الرضوخ للسياسات الأمريكيّة التي تلعب على الحبلين حبل يتعلق بالشعوب ومغرياتها وحبل يتعلق بالحكّام وتهديداتهم ولا شكّ ان الإدارة الأمريكيّة تستخدم كافّة الأدوات من تجسس واقمار صناعيّة وقنوات بحث الكترونيّة ووسائل إعلام مختلفة وشبكات عنكبوتيّة واموال سوداء واما الوسائل القذرة فهي من إختصاص المخابرات والإستخبارات واجهزة الأمن الإسرائيليّة من غدر وقتل وقنص وجنس ومماسك مخجلة ونشر فضائح حقيقيّة وملفقة وغيرها .
ولا بدّ ان تلك السياسات تلقى نجاحا في ظل الخنوع العربي وحب ضعاف النفوس للمال والمرأه والجنس والتستُّر على فضيحة النفس بينما حب نشر فضيحة الغير وكذلك في ظل إبتعاد العرب عن دينهم وعن حسن الأخلاق والقيم الفاضلة فيصبحوا لقمة سائغة للسياسات الأمريكيّة والإسرائيلية حكّاما ومحكومين إلاّمن رحم ربّي .
اللهم لا تذقنا ولا تُجرِّعنا الأمرّين بعد فشل مؤتمر البحرين واحفظ بلدنا ارضا وشعبا وقيادة من كلِّ أذى .