الجزيرة نت: ويكيليكس تفتح جدل الهوية بالأردن ..

 

محمد النجار - احتدم الجدل في الأردن حول الهوية الأردنية والعلاقة بين الفلسطينيين والمواطنين الأصليين، وذلك عقب تصريحات الملك عبد الله الثاني الأحد التي رفض فيها أن تكون الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين.

وجاءت تصريحات الملك أمام نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين وما أعقبها من جدل سياسي بعد قيام موقع ويكيليكس الإلكتروني بالكشف عن برقيات للسفارة الأميركية تتحدث عن صفقة تتمثل في دمج الفلسطينيين في النظام السياسي بالأردن مقابل تخليهم عن حق العودة.

وجاء حديث الملك في وقت انشغلت فيه النخب السياسية بمضمون البرقيات الأميركية في عمَّان وتضمنت آراء صاخبة حول العلاقة بين الفلسطينيين والأردنيين.

وسبق حديث الملك الكشف عن برقيات يتهامس سياسيون أردنيون بأنها تتضمن آراء صاخبة لرئيس مجلس الأعيان طاهر المصري –أبرز سياسي أردني من أصل فلسطيني- الذي سارع إلى التصريح بأن ما يقوله في الغرف المغلقة هو نفس ما يقوله في العلن.

وتضمنت البرقيات آراء لسياسيين أردنيين من أصول فلسطينية اعتبرت بمثابة تحريض للأميركيين على الأردن لتمرير مشروع الوطن البديل للفلسطينيين.


** صفقة ..

وفي   ترجمة لبرقية تحدثت عن "صفقة كبرى" تتمثل باستعداد الفلسطينيين في الأردن للتخلي عن حق العودة مقابل اندماجهم في النظام السياسي بالأردن، وأسهبت في الحديث عن "الفجوة" بين المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية ونظرائهم من شرق الأردن.

ونقلت البرقية عن رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة انتقاده لقلة عدد الفلسطينيين في البرلمان والحكومة، واعتباره أن انتخاب الفلسطيني للأردني "رشوة ضرورية" حتى يتمكن الفلسطيني من تدبير أموره.

واللافت ما نُقل عن رئيس مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي من دعوته لتحول النظام الأردني نحو الملكية الدستورية وتوزيع السلطات بشكل عادل وزيادة الضغوط الخارجية على حكومة الأردن "من أجل فرض حقوق متساوية للفلسطينيين بالقوة".

وتنسب البرقية إلى وزير الداخلية الأسبق رجائي الدجاني شكواه من "ارتفاع نسبة الليكوديين الشرق أردنيين" الذين يقول إنهم ينتظرون هجرة الفلسطينيين من الأردن.

واستنكر الرنتاوي ما نُسب إليه من تحريض لاستخدام القوة قائلا إن ذلك يظهره متآمرًا على الأردن.

وقال للجزيرة نت –عبر الهاتف من كندا- "لا أدري من أين جاءت كلمة استخدام القوة للضغط على الحكومة الأردنية، هذا أمر غير معقول"، وأضاف "آرائي معروفة ومنشورة بضرورة العدالة والمساواة بين المواطنين الأردنيين بغض النظر عن أصولهم".

واعتبر الرنتاوي أن هناك "تصيدا في تناول البرقيات المسربة"، وأضاف "البرقيات كشفت عن هجوم لرئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي على الملك، وعن حوار للسفارة مع ضباط عاملين انتقدوا (..)، لكن هناك من يريد توجيه البوصلة نحو التناقض بين الشرق أردنيين والفلسطينيين"، على حد ما ذكر.

وتابع "هذا الجدل المؤسف يحتدم وسط غياب اللاعب الرئيسي وهو الدولة التي تترك الأجواء للفراغ القاتل الذي قد يجر المجتمع نحو الصدام".

** الحقيقة المرة ..

في المقابل ينتقد رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان ما اعتبره "حديث السياسيين الأردنيين على كرسي الاعتراف الأميركي".

وقال للجزيرة نت "بعض السياسيين الأردنيين يسير للأسف على نهج المسؤولين الرسميين من الحديث بكل شيء أمام الأميركان وعدم اعتبار أن هناك محرمات في النقاش معهم".

وزاد "هذه السنة السيئة بدأها الرسميون انطلاقا من نظرتهم بالتبعية لواشنطن، وجاءت النخب غير الرسمية لتسير على نفس الطريق كاستقواء منها بالأميركان للتأثير على صانع القرار".

واعتبر أن "ويكيليكس كشفت الحقيقة المرة وهي أننا في الأردن منقسمون بشكل لم نكن ندركه وأن هناك أجندات خفية تظهر أمام الدبلوماسيين".

ويرى الخيطان أن ما كشفته البرقيات "سيعيد تمركز الناس في الأردن إقليميا بشكل مؤسف وسيعيد أجواء المخاوف المتبادلة من قلق للشرق أردنيين من تحول وطنهم لوطن بديل للفلسطينيين مع وجود سياسيين فلسطينيين يطالبون بضغوط لتحقيق هذا التحول على الأرض".

عن الجزيرة

** الصورة : لاجئون فلسطينيون في ذكرى النكبة يرفعون شعارات تنادي بالعودة في مهرجان أقيم بالقرب من الحدود الأردنية الفلسطينية (الجزيرة