المهزوم إذا ابتسم


في مقاطعة (مورموريش) في شمالي رومانيا يكتب الناس على قبور موتاهم وأحبتهم اشعارا مضحكة او يسردون احداثا مسلية حصلت خلال حياة المتوفى، وعندما يزورون القبر لا يبكون بل يقرؤون ويضحكون ويتذكرون محاسن موتاهم ويعودون الى بيوتهم بلا هموم.
كم اتمنى لوكنت هناك لأموت هناك، ويكتب على قبري بعض كلماتي الساخرة او يسردون بعض تصرفاتي المجنونة وبعض الحكم التي اعتمدها في حياتي. اذ اكون بذلك قد نجحت في رسم الابتسامة على شفاه اناس لم نلتق معا في ذات الزمن.... وأكون مارست دوري الساخر، حتى في مماتي.
على كل ...(راحت عليك) يا يوسف غيشان على رأي الأغنية ، واكثر ما استطيع هنا هو تثبيت بضعة عبارات أحترمها وأحترم قائليها سواء كانوا افرادا أم شعوبا ، وكم اتمنى لو يقوم احد المشاغبين بكتابتها ولو بالطبشورة على ضريحي، بعد انقراضي ، طبعا :
- يوجد دائما من هو أشقى منك ..فابتسم.
- المهزوم إذا ابتسم، أفقد الفائز متعة الفوز.
- لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك.
وإذا لم تنته الطبشورة مع زميلي الوفي بعد كتابة تلك الكلمات على قبري اتمنى ان يسرد على المارين بالمقبرة قصة جبر.
وجبر هذا رجل فقير ومقموع كان يتنقل بين القرى، حتى مر بمقبرة، وقرأ على شواهد القبور ما يلي:
- محمود... توفي عن عمر يناهز الأسبوع وله ثلاثة أبناء. !!
- سمير... توفي عن شيخوخة صالحة بعمر يناهز الشهر !!
اندهش جبر من هذه الشواهد ودخل إلى القرية وسأل أهلها عن الموضوع فقالوا له:
- إننا نعتبر أيام الحياة هي أيام السعادة التي يقضيها الإنسان وليس سنوات عيشه.
فقال جبر العربي:
- لقد أعجبتني قريتكم، أريد أن أعيش بينكم، وحينما أموت اكتبوا على شاهد قبري:
(هنا يرقد جبر ... من بطن أمه للقبر) !!