كفاكم ...انقسام ّ!!
كفاكم ... انقسام !!
نعود ما بين فترة وأخري للحديث المكرر ....دون فعل ملموس ...ودون أي نتائج عملية يمكن تلمسها لتنظيم الحالة الوطنية ....وانهاء عبثيتها ....وما يندرج بداخلها من فوضي قائمة من خلال استمرار حالة التعامي عن رؤية الحقائق ...وحالة التوهان والخذلان عن رؤية الطريق الذي يجب أن نسلكه ونحدد معالمه .
لقد حدث ما حدث في يوم أسود ...وتاريخ لا ينسي بمشاهده المأساوية ...ولا زالت السنوات تطحن بنا ..وتحدث الدمار لأجيالنا .....وتهدم الكثير من مقومات مجتمعنا حتى وصلنا الي مراحل متقدمة من الاحباط والتراجع والانهيار في الكثير من المنظومات ....وحتى الانحطاط القيمي لبعض منظومات المجتمع الذي يتأكل بفعل عوامل داخلية وخارجية .
ما حدث من انقسام أسود .... لا زالت مفاعيله المدمرة والمؤثرة بكافة المناحي والمستويات قائمة ومتزايدة ..... نتحدث عنها ....ونخفي الكثير منها لأننا نخاف قول الحقيقة ونهاب قولها والتصريح بها .... وتحديد وتوجيه اصابع الاتهام ....ونحسب مليون حساب ...حتى بقت الصورة بشوائبها ...وما تبقي منها .
وحتى نحافظ على ما تبقي من معنويات متوارثة ....وتاريخ حافل ... وثقافة تعمدت بفعل سنوات طويلة وتضحيات جسيمة ....لا زلنا على حالنا وعلى تضاربنا ...واختلاط أولوياتنا ....وعدم تنظيمها بما يوفر عوامل القوة لنا .... وبما يحاصر عوامل الضعف التي تولدت بفعل أخطائنا ... وما يدبر ضدنا ... من مؤامرات لا زالت فصولها قائمة ....وأحداثها متفاعلة ... واجراءاتها قائمة .
لقد كان الخطأ الكبير لخطيئة وطنية وتاريخية ستبقي وصمة عار .... لأن ما حدث من انقسام ....لا يجب أن يحدث داخل شعب مكافح لا زال يعاني الاحتلال ويقاومه بكافة السبل والوسائل ....وأن الخلافات الداخلية والاجتهادات الوطنية ....وحتى التنافس المشروع على السلطة والحكم والقيادة لا يحسم بعوامل القوة ...ولكنه يحسم بالانتخابات الديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع باعتبارها الحل الأمثل والتاريخي الذي لا يجب أن نحيد عنه .... في ظل اعتبارات وطنية وتاريخية لا يجب التلاعب بها وبثوابتها وحقائقها .
أمام ما حدث من خطيئة كبري لا زلنا ندفع ثمن فاتورتها ...والأدهى والأمر أننا لا زلنا على ذات الأخطاء والخطايا بعدم العودة الي ما قبل حزيران 2007 وكأن العودة فيها انقاص بالحقوق .... وهذا على العكس تماما بل ان العودة والتسليم بالشرعية تعتبر خطوة وطنية تاريخية تحدد لنا معالم الطريق الصائب .....وتعالج الكثير من المصائب والثغرات التي نعيش فيها ....والتي تتعدي بنتائجها وتفاصيلها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الي الأزمة السياسية والوطنية ....وما يتهددنا من صفقة القرن الامريكية التي لا زالت فصولها قائمة ..... ونتائجها متتابعة .... والتي لن تنتهي بعد في هدفها الاستراتيجي الخاص بفلسطين وقضيتها وقيادتها .
ما بعد ورشة البحرين وما تم تأكيده من موقف ثابت وجامع أحدث ردة فعل قلصت من نتائج هذا المؤتمر ....الا أنها لم تنهي المخطط المدبر وخطواته القائمة والتي يجري اعدادها بدهاء ومال وفير ..... لأجل شراء الذمم والمواقف .
كفي .... على هذا الانقسام الذي فتح شهية الاعداء والمتربصين والمتأمرين والذي وفر أرضية خصبة للتدخل والتوغل وسرقة ما تبقي من الأرض واغتصابها وتهويدها وحتى التلاعب بمقدساتنا ....
كفي للانقسام وعليه بالزوال..... وأن نبدأ صفحة المصالحة والوحدة والتي من خلالهم يمكن لنا المواجهة ..... والصمود ... والثبات على الحقوق ... لأن المصالحة هي الاختبار الحقيقي للنوايا .... وأن الابقاء على الانقسام يعني المساهمة في تمرير صفقة العار الامريكي .... وليس الوقوف بمواجهتها .
الكاتب : وفيق زنداح