عند جلالة الملك القول الفصل
لقد سبق أن ذكرت في مقالة سابقة على أن من أهم الأمور التي توجد ثقة ما بين الحاكم ومحكوميه هو التواصل المستمر معهم،وها هو جلالته وعملا بضرورة التواصل مع أبناء شعبه على اختلاف قطاعاتهم ومستوياتهم يلتقي مؤخرا وذلك يوم الأحد نخبة من الأدباء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين، ليضع جملة من النقاط على الحروف وليكون قوله قولا فاصلا يقطع به دابر كل قول أخر ،مغلقا الباب أمام كل من يريد أن يتشدق بالقول محملا الأمور والأحداث غير ما تحمل حقيقة. فأكد جلالته أن الأردن بخير ويسير بالاتجاه الصحيح وان الجميع في الأردن هم في خندق واحد يعملون ويجدون ويخلصون لمصلحة الأردن وشعبه،وان المواطن الأردني يجب أن يكون منتميا مخلصا لوطنه ساعيا لتقدمه وازدهاره.وأنها سنجري الانتخابات البلدية قبل نهاية السنة والانتخابات النيابية عام 2012، ولن نقبل أو نعطي المجال لنفر قليل أن يخرب مستقبل الأردن، وانه لا يوجد شيء نخجل من الحديث عنه حتى إذا كان هناك من يريد الحديث عن أحداث السبعين، وان الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من إسرائيل اليوم والإسرائيلي هو الذي يخاف اليوم، وأكد جلالته انه لم يسمع من أي مسؤول أمريكي أو غيره أي ضغط على الأردن باتجاه حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن أي ما يسميه البعض بالوطن البديل فالأردن ليس بديلا لأحد فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين وهل يعقل أن يكون الأردن بديلا لأحد ونحن جالسون لا نحرك ساكنا، لدينا جيش ومستعدون أن نقاتل من أجل وطننا ومن اجل مستقبل الأردن، ويجب أن نتحدث بقوة ولا نسمح حتى لمجرد هذه الفكرة أن تبقى في عقول بعضنا.
التواصل مع الشعب أمر عهدناه ولمسناه من جلالة الملك منذ تسلمه سلطاته الدستورية ،وفي حوارات الأخيرة أكد جلالته هذا التواصل مع أبناء شعبه فخاطبهم مباشرة ليوضح لهم جملة كبيرة من الأمور والحقائق ، لم ينتظر أو يتأنى ولم يكلف غيره لمخاطبة شعبه بل خاطبهم كأي واحد منهم ، فكان كلامه صادقا وصريحا ومؤثرا في القلوب والعقول ، مطمئنا لأبناء شعبه أن الأردن بخير وبأيدي أمينة تسعى لخدمته وازدهاره والرقي به إلى الأعلى بين الأمم .
فان حوار جلالة الملك الأخير وما تضمنه من صراحة وصدق تفتقده معظم الشعوب المحيطة بنا من القائمين على أمورهم، وهذا أمر يحتم على المواطن الأردني أن يكون كما أراده جلالة الملك مواطنا منتميا مخلصا يسعى لتقدم وازدهار الأردن على الدوام ،وان يكون مواطنا صادقا وصريحا مع نفسه ومع الآخرين مبتعدين عن ترديد الإشاعات والأخبار الكاذبة والأقاويل الباطلة التي لا يراد منها إلا بث الفتنة والفرقة في بلدنا فكلما أطلق صاحب غرض فاسد إشاعة أو خبر كاذب صدقناه وأخذنا بالتطبيل له وكل ذلك على حساب بلدنا وأمننا واستقرار أردننا وازدهاره، وكما يحتم هذا الأمر على جميع من يتسلم مسؤولية في الأردن أينما كانت هذه المسؤولية صغيرة أم كبيرة أن يقتدي بجلالة الملك من خلال الصدق والصراحة والمخاطبة والحوار المباشر مع من هو مسؤول عنهم ،وبذلك فقط تزال الحواجز مابين الرؤساء والمرؤوسين ، وهذا هو الذي سعى إليه وأنجزه جلالة الملك مع أبناء شعبه.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها، وأن يصلح نيَّاتنا وذرياتنا، ونسأله تعالى أن يسلمنا في ديننا وأنفسنا وأعمالنا وبلادنا. فاللهم من أراد بنا وببلدنا خيرا فوفقه لكل خير ، ومن أراد بنا وببلدنا شرا فخذه اخذ عزيز مقتدر واجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره
الدكتور عبد الناصر محمد جابر الزيود
جامعة العلوم الإسلامية العالمية / كلية الشيخ نوح للشريعة والقانون
www.jaberabd@yahoo.com