اميركا تحيي الذكرى الـ10 لهجمات 11 أيلول بحضور اوباما وبوش

 




تقدم الرئيس الامريكي باراك اوباما صفوف الحاضرين في الفعاليات التي انطلقت امس في نيويورك ومدن امريكية اخرى في الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من ايلول من عام 2001 التي أوقعت ما يقارب ثلاثة آلاف قتيل وقادت إلى ما أسماه الرئيس السابق جورج بوش بـ»الحرب على الإرهاب».

وبدأت المراسم في موقع برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك اللذين انهارا بعد أن اصطدمت طائرات بهما.

فقد زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسلفه الرئيس بوش وقرينتاهما النصب التذكاري الذي تضمن أسماء الضحايا، ثم صافح أوباما وبوش بعض أفراد أسر الضحايا

ويتكون النصب التذاكري من بركتين متعاكستين، حجم كل منهما نحو اربعة آلاف متر مربع، امام موقع برجي التجارة المنهارين.

وقد وقف المشاركون في المراسم دقيقة صمت في مكان مركز التجارة العالمي السابق الذي دمر في الهجمات على مدينة نيويورك وقت اصطدامت الطائرة بالبرج الاول.

ضحايا هجمات ايلول.

وفي بداية كلمته قرأ اوباما مقاطع من الانجيل، وقال إنه بعد عشر سنوات من الحرب فقد حان الوقت لبناء الدولة داخلياً.وتمت بعد ذلك سرد أسماء الضحايا الذين سقطوا خلال الهجمات. كما شهدت المواقع التي وقعت فيها الاحداث فعاليات متنوعة منها مسيرة في مدينة نيويورك للشرطة ورجال الإطفاء إلى موقع مركز التجارة العالمي حيث ضربت أولى الطائرات المختطفة أحد البرجين. وفي مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، التي تعرضت الى هجوم في نفس اليوم، اقيمت فعالية تذكارية، وأبّن فيها رئيس الاركان الامريكية المشتركة مايك مولن ضحايا ذلك الهجوم، الذي وقع بعد وقت قصير من الهجوم على برجي مركز التجارة.

يشار الى ان عدد قتلى الهجوم بطائرة ركاب مدنية على البنتاغون بلغ 184 قتيلا.

وقد اقيمت متارس وحواجز معدنية على طول الطرق المؤدية الى موقع مركز التجارة العالمي، فيما قامت الشرطة في نيويورك وواشنطن بتوقيف وتفتيش السيارات والعربات الكبيرة الحجم التي تعبر الجسور او تدخل الانفاق المرورية.

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية قد حذرت الاسبوع الماضي من احتمالات ايعاز تنظيم القاعدة بالقيام بهجمات ضد مواطنين امريكيين، او تفجيرات في احدى المدن الامريكية، فيما وصف بأنه «تحذير موثوق لكنه غير مؤكد».

في هذا السياق قال الرئيس الامريكي إن الولايات المتحدة ستبقى متنبهة ومتيقظة لاي هجمات ارهابية محتملة عليها.

وقال اوباما انه يتذكر يوم 11 ايلول 2001 على انه يوم «اجتمعت فيه كلمة الولايات المتحدة» في وجه الكارثة. وصرح اوباما لتلفزيون ان بي سي في مقابلة بثت أمس استعاد فيها رد فعله عندما علم بالهجمات «بالنسبة لي، مثل ما هو بالنسبة لمعظمكم، كان رد فعلي الاولي ولا يزال انفطار قلبي على العائلات» المتضررة. واضاف في المقابلة التي سجلت السبت قبل ساعات من بدء مراسم احياء ذكرى الهجمات «الامر الاخر الذي نذكره جميعا هو كيف ان اميركا اتحدت». وقال «ولذلك وبعد عشر سنوات، اقول ان اميركا مرت بهذه التجربة بطريقة تنسجم مع شخصيتنا». واضاف «لقد ارتكبنا اخطاء. وبعض الامور لم تحدث بالسرعة التي كان يجب ان تحدث فيها، ولكن بشكل عام فقد نقلنا القتال الى القاعدة». واضاف في المقابلة التي جرت في البيت الابيض «لقد حافظنا على قيمنا وعلى شخصيتنا».

من جانبه، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في ذكرى هجمات 11 ايلول ان تنظيم القاعدة اصبح حاليا ضعيفا اكثر من اي وقعت مضى منذ 11 ايلول وان «الربيع العربي» اظهر ان التنظيم «اصبح اقل اهمية بالنسبة للمستقبل». وقال هيغ «في العقد الذي اعقب هجمات 2001 في الولايات المتحدة، لم يتوصل الارهابيون الا الى اغتيال ابرياء، غالبا بينهم اولئك الذين يدعون انهم يمثلونهم». واضاف ان «تنظيم القاعدة هو اليوم ضعيفا اكثر من اي وقت مضى في العقد الذي اعقب 11 ايلول وان التقدم السياسي الذي تحقق بفضل المظاهرات السلمية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا اظهر ان التنظيم اصبح اقل اهمية بالنسبة للمستقبل». واعتبر هيغ ان «التعبير عن التطلعات الحقيقية للناس في العالم الاسلامي لم يكن موجودا في منطقة غراوند زيرو في العام 2011 ولكن في ساحات وشوارع الشرق الاوسط وشمال افريقيا هذا العام».

وقال ايضا «في الوقت الذي نتذكر فيه ضحايا 11 ايلول، وفي الوقت الذي نبقى فيه حازمين مع حلفائنا وحذرين تجاه التهديدات المستقبلية، نتطلع الى المستقبل بثقة في قيمنا وايمان بالطبيعة الانسانية».

كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان محاربة الارهاب لم تنته وان الخطر ما زال قائما. وقال جوبيه الذي وضع اكليلا من الزهر عند النصب التذكاري لضحايا الحرب في كانبيرا مع نظيره الاسترالي كيفن راد «ان الحرب على الارهاب لم تنته والخطر الذي يهدد بلداننا ما زال قائما».

من جانبها أحيت آسيا أمس ذكرى هجمات 11 ايلول 2001 ضد الولايات المتحدة بتوجيه دعوات من أجل الاحترام المتبادل ووعود باسئصال الإرهاب.

في باكستان، حيث قتل الرأس المدبر للهجمات زعيم القاعدة أسامة بن لادن وكان مختبأ فيها عندما قتلته القوات الأمريكية، تعهدت الحكومة بتعزيز جهودها لاستئصال الارهاب.

كما تم احياء الذكرى باقامة سلسلة من المناسبات والمعارض في الهند، حيث تعهد رئيس الوزراء مانموهان سينج بعدم التهاون في حرب البلاد ضد الارهاب. ويذكر أن الهند كانت ضحية العديد من الهجمات الارهابية ودعت الحكومة إلى دعم وكالات التحقيق والاستخبارات في البلاد لمكافحة الارهابيين.

وفي إندونيسيا، كانت الذكرى فرصة للمعلقين لتجسيد دور البلاد كأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. وفي الفلبين، أحيت متحدثة باسم الرئاسة الذكرى بدعوة من أجل الاحترام المتبادل والحوار بين الثقافات والأديان. وقالت أبيجايل فالتي «هذا اليوم هو من أجل كل الدول والشعوب لإعادة تأكيد إلتزامهم بالسلام والاستقرار المبني على الاحترام المتبادل والحوار بين الثقافات والأديان».

وفي هونج كونج، تذكر الزعيم دونالد تسانج الذي كان متوجها من نيويورك إلى واشنطن حيث اختطفت الطائرة المستخدمة في الهجمات «المأساة والخوف» في ذلك اليوم. وقال تسانج الذي كان في ذلك الوقت في زيارة رسمية للولايات المتحدة كوزير لمالية هونج كونج إنها «لقد ارتعدت من أن طائرتنا كانت في الجو في نفس الوقت الذي أختطفت فيه الطائرة الأولى». وكتب في صحيفة صنداي مورنينج بوست «ولهذا سوف أحمل دائما ذكرى شخصية قوية عن كل الأرواح البائسة التي فقدت حياتها في ذلك اليوم». وقد أقيم أول قداس تذكاري في العالم في وجود فريق الرجبي الأمريكي المشارك في كأس العالم بنيوزيلندا. ووجه السفير الأمريكي ديفيد هويبنر كلمة في القداس الذي أقيم قبل ساعات من لعب فريق النسور أول مبارياته في المسابقة التي تستغرق ستة أسابيع ضد إيرلندا.