نحن والحرب !
نحن والحرب !ينشغل المحللون السياسيون والصحفيون في مناقشة احتمالية نشوب أو عدم نشوب حرب جديدة في منطقة الخليج، نتيجة تصاعد الأزمات بين أمريكا وإيران، وقد يغيب عن البعض أن تلك الحرب قائمة، حتى لو لم تكتسب الصفة العسكرية الشاملة التي تتقابل فيها الجيوش وجها لوجه، والسبب الوحيد الذي يحول دون الانتقال إلى تلك المرحلة من الصراع هو أنه لم يحن وقته بعد!
أيا كانت الاحتمالات فهذه المنطقة تعيش حالة حرب، نصفها حرب باردة، ونصفها الآخر حرب ساخنة، وأجواء الحرب الأوسع تخيم على المنطقة، ولا يمكن الاطمئنان لحسابات أطراف النزاع، التي تتجنب كلها تلك الحرب واسعة النطاق، رغم أن أيديها تقترب أحيانا من فتيلها، وأقرب مثال على ذلك حادثة إسقاط إيران لطائرة الاستطلاع الأمريكية يوم الخميس الماضي، وقرار الرد العسكري الأمريكي الذي تم إلغاؤه في اللحظات الأخيرة.
نحن في الأردن نعيش في وسط هذا الصراع، حتى ولو لم نكن جزءا مباشرا فيه، تنعكس علينا تطوراته السلبية، وقد رأينا كيف ارتفع سعر برميل النفط إلى 65 دولارا لمجرد وجود تخوفات من غلق مضيق هرمز أمام إمددات النفط الدولية في حال قامت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب إيران، فكم سيصل سعره لو نفذت ضربة عسكرية كانت وشيكة لولا أن ألغيت في اللحظة المناسبة، مرحليا على الأقل؟