الحلقة الأصعب في الاقتصاد العالمي

منذ اكثر من ربع قرن والاقتصاد الصيني ينمو بشكل لافت ويبرز كثاني أكبر الاقتصادات العالمية متجاوزاً بذلك أوروبا العجوز وروسيا والهند والبرازيل، وهذا ما يقودنا والعالم إلى القناعة بأن المنافسة الصينية للولايات المتحدة كصاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم هي أي الصين في وضع اقتصادي قادر على المنافسة، فالصين تمتلك القوة الصناعية والتجارية والعسكرية والسياسية في الأمم المتحدة والكبرى في العالم سكاناً ومساحةً وبحراً واسطولاً بعد الولايات المتحدة وأكبر مستهلك مستورد للبترول. لذلك فاللعب الاقتصادي مع الصين ليس كما يلعب الصغار على الفيديو. إن ممارسة الضغط الاقتصادي الأميركي على الصين ومحاولات محاصرتها بالضرائب والجمارك يجب ان يكون بحساب دقيق. وحين حاولت اميركا مداعبة الصين بفرض ضريبة 25 %على الصناعات الصينية المستوردة لأميركا قابلتها الصين بنفس الحدة والمعاملة بالمثل التي تعتبر عملاقاً اقتصادياً عالمياً. فالصين تملك اكثر من ثلاثة ترليونات دولار كدين لها على الولايات المتحدة ومع ذلك فالمستوردات الاميركية من السيارات الصينية تبلغ 300 مليار. لذلك تشعر الولايات المتحدة بأن العملاق الاقتصادي الصيني يجب ان يتوقف عن غزو العالم في الصناعات والمشروعات وهناك عقدة اخرى من الاقتصاد الصيني هو ان تحالف الصين مع روسيا اقتصادياً قد يؤدي بل قد ادى فعلاً إلى التعامل التجاري باليوان والروبل  ستبعداً الدولار وهذا يشكل لعباً خطيراً في تبديل الدولار إلى عملات اخرى بإعتبار الدولار هو اكبر مضامين وضمانات الاقتصاد العالمي واولها البترول اما العقدة الثالثة في الاقتصاد الصيني فإن قوة الاقتصاد انسحبت او كادت على الدول الصناعية الكبرى الاخرى كالهند والبرازيل. ولقد بدأ التأثير السلبي الصيني على اليابان الدولة الصناعية العظمة خاصة في الالكترونيات. والان فالحرب الاميركية الصينية الاقتصادية تشتعل حول منتجات هواوي من صناعات الالكترونيات حيث الصناعات الصينية الرخيصة نسبياً تؤثر سلباً على الدولار. فمحاولات اللعب الاقتصادي الأميركي مع الصين ليس بالسهولة التي تراها أميركا فدعم الصين اقتصادها متأثر بالقوة العسكرية الصينية ايضاً. فالقوة السياسية والدبلوماسية. كما ان الصين تدعم كوريا الشمالية ببرنامجها النووي كذلك تدعم كوريا الصين في اقتصادها. وهذا يعني ان الحروب القائمة الآن في العالم هي حروب اقتصادية حيث الصين تدعم ايران لشراء البترول والصناعات وتدعم كوريا وسوريا وروسيا وباكستان فاللعب الاقتصادي مع الصين ليس بسهولة لعب البلياردو او الدومينو فكل من اميركا والصين قطبان يتنافسان اقتصادياً وهو صراع قد يؤدي إلى عزوف العالم عن التعامل بالدولار مما شكل ضربة موجعة لأميركا.