حياتك بين يديك
حياتك بين يديك
هبة أحمد الحجاج
ومن جديد تسللت خيوط الشمس الذهبية من نافذة غرفتي الى عيناي المغمضاتين وكانها تريد أن تقول لي استيقظ ف أنا أصبحت في منتصف السماء ، استيقظت وارتشفت فنجان قهوتي وأخذت أقلب بالصفحات الجريدة ورأى ماذا حصل في هذا العالم الميلىء بلاحداث المشوقة من "أشخاص أو مواقف أو اكتشافات أو حتى حوداث "
وأنا أقلب في الأخبار لفت نظري مقال وكان من ضمن هذا المقال شعر علي بن أبي طالب
"النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أنّ السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلّا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها"
أعمارنا قصيرة وقصيرة جدا ، وكاننا نفتح باب ثم نخرج من باب آخر ، سنة تمر كالشهر والشهر كالاسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة وحتى ساعة كالثانية ، لكن لحظة اوقف الزمن برهة واسرع نحو المرآة ونظر إلى نفسك من أنت ؟ ماذا فعلت؟ هل انجزت؟ هل حققت حلمك ؟ كيف علاقتك مع عائلتك ؟ كيف علاقتك مع ربك ؟
هل ستخرج من دنياك صفري اليدين ؟!
كل إنسان يختار دوره في هذه الحياة منهم الذي يعالج الآخرين ويساعدهم بالشفاء بعد مشيئة الله ، منهم اختار أن يبني لهم مساكن منهم من اختار أن يعلمهم وينور بصيرتهم إلى الحياة والكثير والكثير من الأشخاص الذين اختاروا أدوارهم في هذة الحياة حتى يعمروا هذه الدنيا الفانية .
لكن أنت الآن أوجه لك سؤال ما دورك في الحياة ؟! ماذا فعلت ؟! هل أثرت في حياة الاخرين ! هل ساعدتهم! هل قمت بالعمل الموكل لك لإعمار الارض؟ لا لا ، لا تفكر وتقول أنك فشلت ، لن أسمح لك أن تفكر أو تقول هذه الكلمة البشعة ، قد تكون مررت بالظروفا قاسية أدت إلى إهباط عزيمتك وتراجع عن هدفك وجعلت الأيام والأشهر والسنين تمر عليك وكأنك شخص معدوم وعلى رأي المثل " الاكل ومرعى وقلة صنعة " ولكن ليس اليوم ، ليس في عام 2019 .
في هذه الحياة يجب أن تخوضها بمفردك يجب أن تواجه الإنكسارات والضغوطات يجب أن تنكسر وتتألم وتصرخ حتى تنتصر وتفرح وتضحك من كل قلبك ، نعم "
السفينة تحتاج إلى مقاومة وقوة حتى تشق عرض الماء ، حتى تصل إلى مرساها، الصقر يقاوم الهواء وقوة الرياح حتى يحلق في عرض السماء، أسنانك التي تأكل وتقسم الطعام حتى تعيش على هذه الدنيا وأنت صغير قاومت اللثة وشقتها حتى تخرج وتبرز وتقوم بعملها ، أعلم أن لا شي يإتي بالسهولة ويسر لاننا لسنا في الجنة ودنيا دار اختبار وبلاء
وتذكر دائما مهما ساءت بكل الأحوال " دوام الحال من المحال"
كن عظيما ولا تلتفت للصغائر ، وابدأ من الآن وكأنك ولدت اليوم ، لا تنظر إلى الماضي وفقط اجعل عينك إلى المستقبل ولا شي غير المستقبل .