العجارمه: الحكومات السابقة لم تستطع إدارة ملف النقل العام..وحكومة الرزاز أخفقت هي الآخرى في ذلك

أخبار البلد - مصطفى صوالحه 

كلنا نعلم أن قطاع النقل يشكل عملية تنميةٍ وتطويرٍ للدولة بأكملها،  فلن يشعر المواطن عند ربط المحافظات بشبكةٍ من النقل واسعة وعميقة – أي أنها تصل إلى مدن الأطراف والقٌرى-  بأنه يُشكل عبئًا على هذه الحياة وأن وجوده في الأردن هو مجرد حظٍ عاثر، ليتراكم القلق والإحباط على هيئة ملامحٍ مخذولة تعزف القهر صمتًا.

رئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزاز، أكد في اجتماعٍ على أهمية النظرة الشمولية المستندة لواقع الاحتياجات وذلك بهدف تقديم خدمات فعلية يلمسها المواطن وفي أقرب وقت، وأن حجم المعلومات المتاحة عن واقع قطاع النقل العام يخدم التخطيط الدقيق لمخرجات النجاح بالنهوض بواقع القطاع.

الرزاز شدد على ضرورة تحسين واقع الخدمات المقدمة لقطاع النقل العام وفي أقرب وقتٍ ممكن، فقطاع النقل يعاني من مشكلات وعوائق كثيرة امتدت عبر سنوات طويلة.

النائب حسن العجارمه، قال إن حكومة الدكتور عمر الرزاز لم تُخفق إخفاقًا تامًا فيما يتعلق بقطاع النقل العام والذي يُشكل هاجس الحكومة الأكبر منذ تولي الرزاز منصبه، إلا أنه ولأسبابٍ كثيرة، أخفقت في تطبيق خططها على أرض الواقع بالشكل الذي جاءت به على الورق ومن خلال التصريحات.

وأضاف أن الحكومة سعت جاهدةً  في تحسين مختلف قطاعات النقل، البحري والبري، إلا أنها لم تصل إلى المستوى الذي يطمح إليه أي أردني، فقطاع النقل وبمرور السنوات والحكومات أصبح يُشكل عبئًا على الحكومة بالشكل الذي يُمكن القول معه إنها عجزت عن إيجاد الحلول التي سَتُسهم ُ في تغيير ثقافة استخدام هذه الوسائط، بالإضافة إلى تغيير واقع السلوكيات السلبية التي يشاهدها المواطن وبمعدل يومي عند استخدامه لوسائط النقل العام.

وأردف العجارمه أن هناك تردٍ في البنية التحتية التي تخدم قطاع النقل العام، الأمر الذي يُشكل عائقًا أمام تطوير القطاع، وأن الدراسات والخطوات التي تعمل عليها الحكومة حاليًا تتمثل في إيجاد شركاء استراتيجين خارجيين بالإضافة إلى نظام التمويل الخارجي، وأنه بإستمرار الحكومة على هذا النهج فإن المواطن الأردني سَيلمس تحسنًا خلال ثلاث سنوات.

وأشار إلى أن تركيز الحكومات السابقة  كان يدعم العاصمة عمان وأنها المدينة التي يجب الإعتناء بها على كافة الأصعدة، رغم أن محافظات الوسط والجنوب والشمال تعاني هي الأخرى من مشاكل تنموية جمة، فالدولة منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة لم تستطع العمل على إيجاد حلولٍ لها، إلا أن مشروع اللامركزية وبتنفيذ الفكرة الأساسية التي جاء من أجلها وهي أن تتواجد المشاريع التنموية في كل محافظات المملكة، لا أن تقتصر على العاصمة فقط.

ونوّه العجارمه إلى أن حكومة الرزاز لا تستطيع التعامل مع مختلف المحافظات في الوقت نفسه، رغم أنها مُطلعة على واقع المحافظات المتردي،  مستطردًا أن وزارة النقل العام عملت على  خطة شمولية للإرتقاء بقطاع النقل العام، لتكون الإنطلاقة من محافظة الكرك، ومأدبا، وجرش، وإربد.

وأوضح أن الرزاز يرغب في إيجاد الحلول لكافة القضايا التي لم تجرأ الحكومات السابقة على مناقشتها وتناولها، ورغم تواجد العديد من الإحباطات والتحديات التي قد تحول دون إتمام عملية تطوير النقل العام، أو أن تكون سببًا في جعلها بطيئة للغاية،  إلا أنه يُصرَُ على بلورة قطاع نقل متطور يواكب التحديات كافة ويخدم المواطنين الذين ينتظرون الحلول منذ سنواتٍ طِوال.

وأفاد  العجارمه أن هناكَ ترددًا من قبل الحكومات السابقة في إدارة ملف النقل العام، وأن الجهات المختصة إلى حدٍ ما قد فشلت في إيجاد نظام نقلٍ يمكن الوثوق به، نافيًا أن يكون غياب ثقافة استخدام وسائل النقل العام هو السبب الكامن وراء عدم وجود نظام نقل خدمي ومتقدم.

وهذا وقد تسائل عددٌ من الخبراء الإقتصاديين عن قيمة العوائد الاقتصادية التي يُقال أنها ستصل إلى 6 مليارات دولار في حال بلغ حجم استثمار قطاع النقل العام مليار دولار،  في خضم التحديات التي تواجه تطور القطاع والتي تتمثل في انتشار الملكية الفردية وعشوائية تصميم شبكة خطوط النقل العام وضعف الرقابة على المخالفات التشغيلية.