جواد العناني : الروتين الحكومي معوق للاستثمار .. واتفق مع حديث السفير البريطاني
أخبار البلد – أحمد الضامن
يسعى الأردن من خلال مؤتمر لندن لإيجاد بيئة مواتية للاستثمار ، واحتضان الاستثمارات ، إلى جانب مواصلة البحث عن فرص جديدة لإنقاذ الاقتصاد الأردني وتحقيق النمو الاقتصادي.
السفير البريطاني في عمان ادورد أوكدن أشار يوم أمس خلال محاضرة ألقاها على ضرورة العمل على ما بعد مؤتمر لندن واستثمار نتائجه ، وأن تعمل الحكومة على الاستفادة واستنهاض الأردن لايجاد الحلول الاقتصادية والخروج من الوضع الحرج الذي يعاني منه، مؤكدا بأن الدول المانحة تريد أن تقدم دعماً لمساندة الاْردن بهدف مواجهة أعباء اللجوء السوري الذي قام به نيابة عن المجتمع الدولي ومساندة اقتصاده الذي تعرض لأعباء إضافية جراء الأحداث في دول الجوار.
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني أكد على ضرورة قيام الحكومة في استثمار الفرص والنتائج من مؤتمر لندن والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن ، مشيرا بأن ما تحدث به السفير البريطاني صحيح ويتفق معه، مؤكدا لغاية الآن لم نصل إلى المطلوب من المؤتمر ، في ظل أن الوقت الحاضر الأردن بحاجة للتمويل للخروج من الأزمة الحالية ، وذلك يتطلب العمل على انشاء المزيد من المشاريع وعدم ابقاء التركيز فقط على الانفاق.
ولفت العناني بأن مؤتمر لندن فرصة ثمينة وعلى الجميع استثمارها بكافة السبل، وادراك بأنها ليست فقط عرضا لفرص استثمارية اقتصادية ومشاريع، بل فرصة لإصلاح كافة السياسات والممارسات المعيقة لمسار التنمية، فالأوضاع الداخلية لا تحتمل شراء مزيد من الوقت ، مضيفا بأن الوقت الآن يجب أن يتم معالجة الظاهرة ولا أن نبقيها مستمرة ، فموضوع التعامل مع الظاهرة على أنها مستمرة لا يجوز ، بل يجب أن نتعامل ونضع كافة الوسائل لتخفيفها وتقليل حجمها ومساحتها داخل الاقتصاد، موضحا بأن الطريقة المثلى لذلك هو البدء بالانتاج معتمدين بذلك على الموارد والعمالة المحلية، وهذا يتطلب انفاق كبير على التدريب المهني وتوجيه الناس إلى المهن التي تحتاجها الصناعات بالمستقبل والانفاق على القوى البشرية المؤهلة.
وفي الحديث عن ضرورة ضرورة إزالة العراقيل أمام القطاع الخاص وتطوير التشريعات الاقتصادية التي تتيح العمل الاستثماري بشكل أكثر ديناميكية كما جاء في حديث السفير البريطاني، قال العناني أنه ولغاية الآن يبدو أن الروتين الحكومي أصبح معوق كثيرا للاستثمار ، حتى أصبح هنالك نظرة شك كبيرة جدا في الاستثمار ، مع العلم أن المعوقات ليست فقط للمستثمرين العرب والأجانب وإنما يعاني منها المستثمر الأردني أيضا ، بحيث يجد صعوبة كبيرة في العديد من الأماكن، مثل وجود هيئة الاستثمار والتي يجب أن يتم تفعيلها بشكل أكبر والعمل على مساعدة المستثمر وتأمين المتطلبات كافة له والابتعادعن الروتين، ناهيك عن مشاكل تغير القوانين والأنظمة مثل قانون ضريبة الدخل وغيرها من القوانين.
وأضاف العناني: "هنالك إجراءات يجب أن تتخذها الحكومة لعزل المستثمرين عن المشاكل والمعيقات ، فالمستثمر القادم للاستثمار في الأردن يجب أن تقدم له كافة التسهيلات وبدون أي معيقات ، لأن ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني ويفتح المجال لفرص عمل أمام الأردنيين ويخفف من مساحة الفقر والبطالة".
ودعا العناني إلى التعلم من الدروس من مؤتمر لندن السابق، وتحديد أين نجحنا وأين لم ننجح، مؤكدا بأن مؤتمر لندن الثاني جاء لنصرة الأردن خاصة وأن الجميع تحدث وأيقن بأن الاقتصاد الأردني يمر بحالة تأزيم شديدة جدا، وهنالك حالة من التصلب ، بسبب ما قامت به الحكومة من تعريض المستثمرين للمشاكل والمزيد من الضرائب والإجراءات التقشفية التي جعلت هؤلاء يشعرون بالعديد من الضغوطات والتي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد الأردني.
واختتم العناني حديثه بأن المؤتمر مثل فرصة للأردن في أن يتمكن من تحقيق وضع اقتصادي أفضل يمكنه من التغلب على المشكلة الاقتصادية الداخلية، وأن يعطيه فرصة لتحسين إنتاجه، ودخول أسواق جديدة وكذلك الحصول على تمويل لمشروعات استثمارية كبيرة وإقناع الآخرين أن هنالك نية جادة نحو زيادة الاستثمار وتسهيل دخول الاستثمارات الكبيرة والمجدية ، لافتا بأنه على يقين تام بأن الحكومة مهتمة في الموضوع وفي مخرجات مؤتمر لندن ، لكن السؤال الأهم هو متى يرى الجميع النتائج على أرض الواقع وليس فقط المحاولات ، بل الجميع يريد الانتقال من مرحلة التفكير بالمحاولة إلى مرحلة الانتاج وماذا قدمت وأنتجت الحكومة الأردنية من إنجازات.