ثوار ليبيا ينتظرون «قصفا اطلسيا» قبل الهجوم على «بني وليد»

 


 




شن الثوار الليبيون هجوما واسعا على مدينة بني وليد لاخراج كتائب القذافي منها، الا انهم اوقفوا الهجوم على المدينة «لاسباب تكتيكية» قد تكون مرتبطة بقصف قوات الاطلسي لهذه المدينة.

وقال المسؤول عن المفاوضات من جانب الثوار مع قبائل بني وليد عبدالله كنشيل « ان الثوار باتوا يسيطرون حاليا على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع بمواجهة قناصة يتمركزون في بعض المنازل وقد استشهد احد مقاتلينا برصاص هؤلاء القناصة».الا ان كنشيل اوضح «ان الثوار تراجعوا بعد ذلك لاسباب تكتيكية قررها القادة العسكريون على الارض ربما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية ينوي الحلف الاطلسي القيام بها».وقال كنشيل ان نحو الف من جنود القذافي يدافعون عن المدينة وهو ما يزيد كثيرا عن التقديرات السابقة والبالغة 150 شخصا.

وكان الثوار حشدوا قواتهم في منطقة تبعد حوالى 30 كلم عن بني وليد، احد آخر معاقل الزعيم الليبي الفار، فيما حافظ المقاتلون في الخطوط الامامية على المواقع التي سيطروا عليها معارك الجمعة.واجمع الثوار العائدون من مواقع القتال على المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل القوات الموالية للقذافي، مشيرين الى انهم استقدموا اسلحة جديدة. والى جانب الاشتباكات التي تدور حول بني وليد تحركت خلايا نائمة من الثوار داخل المدينة، متحدثا عن «اشتباكات بينها وبين عناصر مسلحة موالية للقذافي في الشوارع». وقتل احد مقاتلي الثوار واصيب اربعة آخرون بجروح في اشتباكات الجمعة، فيما قتل ثلاثة على الاقل من المقاتلين الموالين للقذافي، بحسب ما اكد كنشيل الذي اشار ايضا الى «اسر خمسة من هؤلاء المقاتلين».

وقال هشام بوهاجيار المنسق العسكري بالمجلس الانتقالي عن تعقب القذافي ان لديه دلائل على ان القذافي في براك او قريبا من البلدة التي تبعد نحو 700 كيلومتر جنوبي طرابلس. واضاف انه سينتقل الى سبها قرب براك خلال يومين لملاحقة القذافي. وفي حين يسعى المجلس الانتقالي الى بسط سيطرته على جميع اراضي ليبيا ظهرت بعض دلائل الخلاف السياسي في طرابلس حيث تتنافس الفصائل العسكرية المختلفة على النفوذ وكذلك في بنغازي في الشرق.

وفي المقابل، توجه رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل من بنغازي الى طرابلس، في زيارته الاولى منذ سقوط مقر القذافي في العاصمة الليبية في 23 آب. وذكرت مصادر ان عبد الجليل قد يتوقف في مصراتة التي يسيطر عليها الثوار.

وفي سياق اخر وصل موكب من «12 سيارة» يقل مقربين من الزعيم الليبي الفار معمر القذافي الى اغاديز العاصمة المحلية لشمال النيجر، يواكبه عسكريون نيجريون، وفق ما قال مصدر امني وقال هذا المصدر ان «نحو عشر سيارات وصلت الجمعة تقل مقربين من القذافي» مضيفا انها دخلت بمواكبة من عسكريين نيجريين من دون ان يحدد عدد هؤلاء وهوياتهم. وقال شاهد مسؤول في وكالة سياحة في اغاديز «كان هناك حوالى 12 سيارة دخلت برا من ارليت شمال اغاديز قرب الجزائر وليبيا وواكبها عسكريون».

من جهة ثانية اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تسلم اوراق اعتماد السفير الليبي الجديد في واشنطن، اول سفير منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي والسيطرة على طرابلس من قبل الثوار.وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي توماس فيتور «، وافق الرئيس اوباما على اوراق اعتماد علي سليمان العجيلي كاول سفير استثنائي ومطلق الصلاحية لليبيا وهو اول ممثل لليبيا الجديدة في الولايات المتحدة واحد اوائل الدبلوماسيين الليبيين الذين يعتمدون على المستوى الدولي منذ سقوط القذافي».

الى ذلك اقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على مجلس الأمن الدولي إنشاء بعثة دعم دولية في ليبيا ومنحها تفويضا أوليا بالعمل في البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

ونقل راديو الامم المتحدة عن المستشار الخاص للأمين العام المعني بالتخطيط لفترة ما بعد الصراعات إيان مارتين للصحفيين الليلة الماضية، إن البعثة ستتمكن خلال هذا الوقت من تقديم المشورة والمساعدة في المجالات التي حددها المسؤولون الليبيون.

من جهة اخرى اعلنت كريستين لاغارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في مرسيليا جنوب فرنسا، ان صندوق النقد يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي سلطة شرعية في ليبيا.وقالت لاغارد اثر اجتماع لمجموعة الثماني في اطار ما يعرف بشراكة دوفيل التي تضم الدول الغنية ودول الربيع العربي مثل تونس ومصر، «ان المجلس الوطني الانتقالي اصبح الان يمثل ليبيا رسميا لدى صندوق النقد الدولي».