«الأسباب الحقیقیة لتأجیل الإعلان عن «صفقة القرن

 لقد التقیت قبل أیام عددا من السیاسیین والمفكرین الروس والأمیركیین الذین تحدثوا بتجرد وموضوعیة عن صفقة القرن. وقال أحد ھؤلاء وھو یدیر المطبخ الرئیس لصنع السیاسات الخارجیة في موسكو: «باختصار إنكم في الأردن على حق حین تخشون تلك الصفقة المریبة التي رتبھا كل من رئیس الحكومة الإسرائیلیة بنیامین نتنیاھو والرئیس الأمیركي دونالد ترمب لأنھا ما وضعت الا من أجل تقویة إسرائیل أمنیاً واقتصادیاً على حساب الأردن والسلطة الفلسطینیة، .«وصولاً لتحقیق سلام اقتصادي دون حل المشاكل الأساسیة في الصراع الفلسطیني الإسرائیلي وأضاف نظیره الأمیركي إن موقف الأردن الرافض للصفقة نابع من واقع موضوعي وواجب وطني تجاه القضیة الفلسطینیة وتجاه المقدسات الإسلامیة والمسیحیة في القدس الشرقیة لأنھا بذلك تتجاوز اتفاقیة السلام الإسرائیلیة الأردنیة واتفاق أوسلو بین الفلسطینیین والإسرائیلیین. وأردف قائلاً: «إن تلك الصفقة تنسف كل معاھدات السلام العربیة -الإسرائیلیة وتتخلى تماماً عن فكرة إیجاد دولة فلسطینیة مستقلة عاصمتھا القدس الشرقیة؛ لذلك نرى التشدد الأردني والفلسطیني في ھذا الملف. فلا بدیل عن التشدد سواء رضي مروجو تلك الصفقة أم لم یرضوا. إنھا باختصار مسألة حیاة أو موت بالنسبة لكم كأردنیین ومن ثم بالنسبة لھم كفلسطینیین. فلن تكون ھناك ھویة واضحة لكلیكما إن .«وافقتما على الصفقة وأضاف دبلوماسي أمیركي سابق إن الصفقة تمثل إفراغ ناطحة سحاب سكنیة وتوزیع السكان على مناطق أخرى لاستغلال تلك البنایة لأغراض زیادة الاستثمارات والأعمال والأرباح ما یُدر دخلاً كبیراً على السكان ممن أخلوا بنایتھم بما یغنیھم عن المطالبة بحقھم في تلك البنایة أو الشقة. «إنھا باختصار تحویل مبنى سكني الى تجاري» وفق ما قالھ الدبلوماسي. فتفسیر رفض الأردن وفلسطین للصفقة ھو أن الإسرائیلیین والأمیركیین ینظرون إلى عملیة السلام على أنھا مشروع تطویر عقاري، المھم فیھا المنافع الاقتصادیة، مع الحفاظ على الوضع الراھن لإسرائیل كقوة إقلیمیة ما یعني حفاظ إسرائیل على الوضع الراھن والدفع بكل من الأردن وفلسطین إلى مستقبل مجھول وقاتم في ظل تشجیع .بعض الدول العربیة لتلك الصفقة وكلما تشدد الجانبان الأردني والفلسطیني ومن ورائھما شعباھما كان مصیر الصفقة التأجیل وراء التأجیل قبل وأدھا. طباعة مع التعلیقات طباعة د. شھاب المكاحلھ ولیس أدل على ذلك من إعلان الإدارة الأمیركیة تأجیل صفقة القرن للمرة الرابعة إذ سبق ان أجلت واشنطن اعلان الصفقة ثلاث مرات وفق رؤیة نتنیاھو لكسب الانتخابات. لذلك فإن فكرة الإعلان عن تلك الصفقة تعود إلى صلابة .الموقفین الرسمیین الأردني والفلسطیني كما أن لقاء جارید كوشنر المستشار الخاص للرئیس الأمیركي في شھر مایو في عمان بجلالة الملك عبدالله الثاني جعلتھ یؤجل الإعلان والنظر في الأسباب قبل النتائج للمضي قدماً في «صفقة القرن» لا وفق ما تریده إسرائیل ویخدم .مصالحھا بل وفق ما یخدم المصالح الأردنیة والفلسطینیة