وثائق ويكيلكس .. في بيتنا خونة وعملاء !!


... لا يوجد على وجه الارض من هو اقبح من الساسة  الأمريكيين ، ولم يذكر التاريخ  ولو رئيس امريكي واحد لم تتلوث يده بدم الشعوب ، إنهم  ُعصابيون مصابون بهُذاءات العظمة التي تعادي الشعوب ، تحسبهم من القوة انهم يحكمون العالم ، فيما يحكمهم يهودي واحد بحفنة دولارات او ثلة نساء  ! عدائهم للعرب والاسلام له تاريخ طويل ، ان ضحك لك السياسي الامريكي فاعلم انه يسخر منك ، وان نصحك فأنه يحذرك ويخفي خلف النصيحة تهديد ، وان غضب منك واعلن الحرب فانه يبحث عن مصلحة ، تكوينه التاريخي والنفسي يقول ان لا صدبق له  ولا عدو ،  اسقط منذ عقود كل القيم الأخلاقية التي يتنادى لتحقيقها في العالم بغية ان يجد له موطىء قدم فوق أرض الشعوب  !

السفارات الامريكية في العالم غير ملتزمة بالأعراف والقيم الأخلاقية والثقافة الدبلوماسية المتعارف عليها ، تعمل ضمن أجندة استعمارية - احتوائية او تطويعية بما يحقق مصالحها ، صحيح ان السياسة مصالح ، ولكنها عند الساسة الامريكيين  صراع  ، تستخدم به كل قدراتها المالية والعسكرية لتحقيق اهدافها الخارجية ، وهي بذلك تعود بالعالم الى حقبة الامبراطورية بما يحمله من معنى . وتلغي بذلك مفهوم السيادة الوطنية المتعارف عليه في اطار الدولة الوطنية ، وهاهي تنحاز لبعض الافكار التي اوردها بعض رجالاتهم  المتخفين بالقمباز حول حكم اقلية اردنية لأغلبية فلسطينية تهضم كافة حقوقهم السياسية والاجتماعية ! وهذا أمر يساعد الساسة في الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل للحديث حول  ضرورة التوطين وايجاد وطن بديل للفلسطينيين في الاردن .

   لقد أيدت وثائق ويكيلكس التي نشرت مؤخرا حول الاردن  بعضا من معرفتنا  بتلك الممارسات والمنهج الذي يتبعه الساسة الامريكيون في المنطقة من أجل  تحقيق هدف حماية اسرائيل ودعم برامجها التوسعية على حساب الدول المجاورة ومنها الأردن والمتعلقة بإلغاء حق العودة للفلسطينيين وايجاد وطن بديل يكفي اسرائيل الخلاص من أزمتها مع الفلسطينيين عبر نقل الصراع الى الساحة الاردنية  بالحديث عن توطين الشعب الفلسطيني  في الاردن مما يلغي فيه السيادة والهوية الأردنية  ، وبالتالي كان لابد من تهيئة الاجواء داخل الاردن للبدء بتنفيذ هذا المخطط من خلال حملة منظمة يتحرك بها مجموعات من  الافراد والمنظمات التي تتلقى الدعم والعون الامريكي منذ سنوات للمطالبة بما يسمى بالحقوق السياسية المنقوصة للشعب الفلسطيني والضغط بأتجاه تجنيس المزيد من المهجرين قسرا ورغبة وتجنيس ابناء الاردنيات  ، وبث إشاعة الحديث عن نظام سياسي ضعيف  يقوده حاكم لا يحب السياسة ولا يثق بأحد من شعبه  .

لقد كشفت لنا الوثائق اسماء نخبة من ابناء الوطن كنا نعتقد بولائهم ومحبتهم للاردن ونظامه رغم كل ما قدمه الوطن لهم  ، وكشفت كذلك عن كذب وتزوير وعمالة شخصيات اعتقد ابناء الشعب الفلسطيني أنهم منحازون لقضيتهم ويعملون من أجلها ،  ولكنهم بشكل او باخر يخدمون مجانا المشروع التصفوي الامريكي – الصهيوني والرجعي الفلسطيني على حساب الاردن ،   وهي حقائق كنا نعلمها ونحذر منها  كشفتها وثائق عريقات – عوض الله قبل عامين ، وتمادي اصحاب تلك التيارات المستسلمة  الخانعة  لمكتب الاستخبارات الامريكية في السفارة   وإمعانهم بتقديم المعلومات والتحليلات التي تساهم بتسهيل مهمة الامريكان والإعداد للمشروع الصهيوني الذي يتابعه عن كثب سفير دولة العدو في الاردن ، ومن هنا ، فإننا نتحدث هنا عن وجود تيارين معاديين للبلاد ،  تيار  " متأردن "   يقدم معلومات مشوهة مخادعة كاذبة حول ضعف إدارة البلاد وما اصابها من فساد وترهل في ضل النظام الحالي  بغية العمل على خلق ظروف واجواء تساهم بتحقيق مصالحهم الضيقة ، واما التيار الأخر والمعروف  "  بتيار التخلي عن فلسطين  "  فأنه يتمتع بقوة ونفوذ  ودعم لا متناهي  حتى من قبل المقربين من الملك بالرغم من عمالتهم وخيانتهم للقضية والشعب  ، وقد تمادى  هذا التيار حد التعرض لأبناء الشعب الاردني وممارسة سياسة الاستقواء والتقليل من شانه دون رادع رسمي ، و دفعهم ذلك التمادي  للتواصل مع سفراء  العدو والتباكي على ابواب السفارات بحجج مطالبتهم بحقوق سياسية منقوصة لأبناء الشعب الفلسطيني  ووصل الأمر الى اعتراف احدهم وحتى يثبت عمق عمالته وخيانته لوطنه التصريح بأن حق العودة بات مطلبا صوريا غير واقعي ولا ينسجم مع الظروف والمتغيرات الحالية  ! في اشارة الى استسلام هذا التيار وتسليمه بمخططات العدو التصفوية ومطالبته بحقوق سياسية  في البلاد تعوضه عن حقوقه السياسية التي فقدها في فلسطين رغم انه لا يعرف من فلسطين إلا إسمها   ،  والطرفان هنا يرتكبان بسبق الاصرار والترصد جريمة الخيانة العظمى بحق الوطن والشعب والنظام والتي تستهدف الإخلال بأمن واستقرار الوطن من خلال اظهار ضعف النظام و ضعف قدرته على إدارة البلاد ، وتعريض شعبه للفتن  والنعرات،  وامام تبك الجرائم المرتكبة بحق الوطن والشعب والاساءة لصورة النظام ، فأن المدعي العام لمحكمة امن الدولة مطالب بتحريك دعوة قضائية بحق اولئك العملاء ممن ذكرت اسمائهم واقوالهم في تلك الوثائق ، و مطالب ايضا بضرورة مراجعة الخارجية الامريكية  بخصوص تصرف السفير وطلب أخراجه من البلاد لمخالفته أسس عمله الدبلوماسي وقيامه بادوار تأمرية تسيء للوطن والشعب والنظام وتهيء لمرحلة خطيرة تستهدف أمن البلاد ومستقبله

لقد  مارست سفارة الولايات المتحدة الامريكية كذلك  محاولات  إغتيال عدد من الشخصيات الوطنية ووصفتهم بالاقليميين ! لمجرد أنهم يشيرون ويحذرون من المخطط الامريكي – الصهيوني  والرجعي الفلسطيني  ويعادونه ، وهاهو السفير يتباكى على حقوق الشعب الفلسطيني في الاردن والتي كانت بلاده رأس الحربة فيما يعانيه الفلسطينيون بسبب سياساتهم المنحازة لاسرائيل .

ما كان لسفارة  " الشيطان الأكبر "  ان تمارس دورا غير الدور المناط بها في قوانين واعراف الدول المتحضرة وان تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الوطن واثارة الفتن وإغتيال شخصيات وطنية وتصفهم بالاقليميين لمجرد أنهم يشيرون ويحذرون من المخطط الامريكي – الصهيوني  والرجعي الفلسطيني  لتصفية القضية الفلسطينية  ، لولا البعض من الحثالة الذين تباكوا وكاتبوا وجالسوا وسامروا وخامروا  سعادة السفير  متناسين عمق الدور الانحيازي الذي مارسته الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل في كل واقعة وجريمة ترتكبها في فلسطين وخارجها بحق ابناء الشعب الفلسطيني  ، فالموضوع ليس متعلق بالمال وحده ، بل متعلق بنوايا خبيثة  اجتمعت لدى فئتان اتفقتا على العمل معا و يعدان لها بعناية تستهدف الاردن وشعبه والنظام السياسي برمته  ولكل اجندته الخاصة  .

الغريب في أمر النظام الاردني  ومؤسساته الإعلامية والأجهزة الامنية ،  انها لم ُتلق بالا  تجاه ما ذكرته تلك الوثائق ، وكأنها تعلم بالأمر وتخفي اسراره ، او ان النظام  مغلوب على أمره لا يملك القوة للرد والمحاسبة  ، والأغرب من كل هذا ان بعض الكتاب والصحف والجمعيات وغيرها ممن يعزفون في جوقة الحقوق المنقوصة لم ينبسوا ببنة شفة تجاه تلك الوثائق التي كشفت بعض اسماء حتى من كانوا ينادون بتلك الحقوق في وقت يمارسون فيه لعبة العمالة والخيانه والمؤامرة ضد شعبهم وضد البلاد ، واعتقد لو ان مواطنا اردنيا تحدث عن حق العودة كما تحدث به باسم عوض الله لتلقى التهم والسباب والشتم واعتبروه عميلا للموساد والأجهزة الغربية ولقامت الدنيا وما قعدت !!

جملة القول ، ان تلك الوثائق المسربة قد كشفت بعض مخططات واسماء واجندة تتطلب موقفا رسميا اكثر جّدية واعمق نهجا في التعامل مع اولئك الخونة والمرتزقة إن كانت ترغب بالحفاظ على الوطن ،  وكشفت عن اسماء جدد كانت الناس لفترة قريبة تعتقد بهم خيرا سواء على صعيد الاردن او على صعيد الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ، فأزالت عنهم تلك الوثائق ورقة التوت  وعّرت إدعاءات التيارين بحب الوطن والنظام  أو الانتماء لقضية فلسطين والدفاع عنها ،   وعلى النظام ان يضع حدا بقدر إمكاناته للتعامل مع السفارة الامريكية ومنعها من ممارسة تلك السياسة الشاذة المعادية للشعب فهي تعلن هنا وبشكل سافر معاداتها للشعب الاردني  وتنحاز الى المشروع التصفوي على حساب وطنه  ، وضرورة إطلاق العنان للشعب الاردني ليقول كلمته بحق كل تلك الزمر والخونه ، وان يكلف ابناء الوطن بأحذ دورهم بالحفاظ على الوطن عبر تغييرات جذرية تطال  كافة مؤسسات الدولة  - المدنية والعسكرية ورفدها  برجال وطن حقيقيين سبق ان مورست بحقهم سياسات التهميش والاقصاء لأنهم يعشقون بلادهم وينتمون لترابه  .

 ومن هنا قأن صمت النظام عن تلك الحقائق التي كشفتها ويكيلكس تعني إقرار غير رسمي او معلن للمشروع التصفوي وتوطين ابناء الشعب الفلسطيني في الاردن ـ أو انه من الضعف - كما وصف من قبل أحد الرموز-  للحد الذي لا يستطيع فيه مواجهة المؤامرة  ، وفي الحالتين فالامر لم يعد مقبولا ..