ساعة مع الأستاذ سامي المحاسنة

ساعة مع الأستاذ سامي المحاسنة

 

 

إنها الصدفة وهي خير من الميعاد جمعتني مع شخص أحببته منذ الجلسة الأولى بمعيته حينما زرت أستاذي الفاضل عادل القضاة في بيته على سرير الشفاء عافه الله من مرضه ومن ظلمه الذي وقع علية ضحية تصفية الحسابات وعندما جلست بجانبه قرع جرس البيت واحتراما لصاحب البيت والمعلم قمت بفتح الباب لأجد ضيفان يبدوا عليهما محبة الأستاذ عادل القضاة ومتفقان على أن زيارة المريض والمظلوم واجبة استند الأستاذ أبو اشرف ورحب بهم وقرر أن يجلسنا على شرفة البيت  رحب بالضيوف ومرارة الظلم في عينية بدا الحديث بين الضيفين وصاحب البيت   هذا يطمئن على هذا والأخر يطمئن عليه استغربت حديثهم لأنني اعرف عادل القضاة كما يعرفه أبنائه لا بل أكثر منهم لأنني تشرفت بالخدمة بمعيته أما ضيفنا الكريم فهي أول جلسة محبة من القلب تجمعني به لا اعلم سبب كسر يده وعنقه  التي كان بين الفنية والأخرى يحركها شمالا ويمين وكأنه يسلم بعد أداء الصلاة  ويقول سلاما عليك يا وطني سلاما عليك ورحمة الله وبركاته أما يده المكسورة فهي اليد اليمنى التي يأكل بها ويكتب بها ويرفع الراية بها تعاطف قلبي معه وقلت في قلبي لا تحزن أيها الصديق الجديد لان الله منحك يد أخرى ستكتب بها وسترفع الراية بها فجسدك في كفر خل لكن قلبك في مؤتة جعفر الطيار لان حبك للوطن اكبر من كل الأيادي.

تجاعيد وجه ذلك الرجل وهو يتكلم تذكرك بسنابل القمح وسهول حوران طعمها كزيتون عجلون وزيت كفر خل تحدث الأستاذ المحاسنة وكأنه كوكب ُدري يوقد من زيتونة لا شمالية ولا جنوبية لا شرقية ولا غربية بل زيتونة منبتها أردنية مسقاة بدموع الحب لتراب الأردن وآهلة  وكنت في تلك الجلسة أحاول ليس مع نفسي بل مع الحضور أن اقطع حديثهم لأجعله يتحدث وعندما يتحدث عن حب الوطن وعشقه, يبهرك  حديثة حتى أنني اللوم  نفسي لأنني لم أصل إلى ما وصل إليه من هذا العشق تحدث العاشق عن عشيقته عن ترابها عن ما يؤلمه وما يتمناه من خير للأردن وأهله وعن الإصلاح الحقيقي الذي يتمناه كل أردني غيور على الوطن وقائدة تشعر بمرارة الفقر في حديثة وكأنه في بيت عزت النفس عند الفقراء همهم همه  وسعادتهم سعادته لديه عزت نفس لا تشترى ولا تباع  رغم توقفه عن المعالجة لنفسه, شخص تلمس من كلامه أن هدفه  الوصول إلى صاحب القرار ليس لغاية الواصلين بل

لإيصال رسائله السامية وما يجوب بخاطرة من أفكار تبني الأردن لا تهدم البيوت وتقفل الطريق لأصحاب المصالح, تجاعيد وجهة تناجيك بحب العطاء ولسانه ينطق بعشق التراب تراب أهله تراب امة التي لم ترضعه طوال اليوم ليكمل الباقي من حب تراب الوطن ...تراب القمح... تراب الزيتون ...لم يكتفي بل أكمل ذلك بتراب رفيقة دربة تراب السنديان والبلوط حتى يكون وفيٌ ومنصف سلمت يدك المكسورة ولسانك الجميل المعطر لأنني اعلم لوان الشخص الذي آذاك جلس معك وتحدث إليك واستمع لعطرك الفواح لضرب نفسه على أن يؤذيك  .

 

 

عذرا أخي الضيف لقد تجاوزت عليك ووصفت ما جال بخاطري اتجاهك أتمنى أن أرى من كل الصحفيين  ما رئيت وسمعت منك غيورين همهم الوطن وأبناء الوطن وقائد الوطن  وفعلا تستحق الاحترام والتميز وأتمنى أن يكون هناك جائزة ليس للسبق الصحفي بل لصاحب اليد المكسورة وأتمنى لك الشفا أنت ومعالي عادل القضاة ...

 

الكاتب :جلال مصطفى المصلح .

Jalalmustafa1962@gmail.com