الصومال..أزمة تجويع لا أزمة مجاعة

 

مازالت مأساة الصومال طافحة على أرضها القاحلة من الظاهر والمليئة بالثروات التي دأب الطغاة على طمرها لعدم قدرتهم على سرقتها, ومازال الصراع بين الطفل والموت يستلهم ويغذي بعض الإعلاميين ومهووسي التقاط الصور علهم ينالوا يوما شهرة كما فعل البعض من سنوات (صورة النسر والطفل).

ويبدوا أن إعلان المنطقة بالمنكوبة أو الكارثة لم تحيي الضمير الغائب "للأبد" عند اصحاب العدالة والحقوق, نعم نحن ندرك انها ليست تسونامي ولا كاترينا ولا تشرنوبل ولا هي كارثة البروم..هي لاحرائق روسيا أو كاليفورنيا ولا سيول جدة واليمن..إنها كارثة جوع وتجويع وألم, إنها كارثة حرق وانهيار.

لقد كنت من الذين تشرفوا بحضور اجتماعا دعت إليه الزميلة الناشطة والمحامية رندا غزالة حول أزمة الصومال بوجود نخبة من المحاميين والإعلاميين والكتاب والناشطين الأردنيين على رأسهم منسق حملة القلب الواحد لإغاثة الصومال الأردنية وعميد الأسرى الأردنيين لدى الإحتلال الصهيوني الأخ سلطان العجلوني واعضاء حملته الكرام.

لقد اتفق الجميع على الاليات الضرورية لوقف النزيف الصومالي وكان الأخ العجلوني كمنسق للحملة على درجة عالية من الشفافية من توضيح الوضع الحالي في الصومال والمخاطر المتوقعة في حال عدم تدارك الوقت كما انه وأعضاء الحملة شرحوا  الكيفية في جمع وشراء وتقديم المعونات الطبية والغذائية لأهلنا في الصومال بالرغم من بعض المصاعب والمعوقات.

لكنني كنت مدركا انها ليست بأزمة جوع بقدر ماهي أزمة تجويع وتركيع وتقسيم..أزمة تهجير قبل نزوح..أزمة سلاح واستيلاء على سلطة –إنتهت ولو مؤقتا برئيس منشق حليف للغرب متخبط بمأزق سياسي وعسكري-.

من خلال المتابعة المتواصلة في تغطية هذا الحدث كان واضحا وجليا ذاك البطء وذاك البرود من قبل الغرب وحتى المنظمات الغربية في محاولات الإغاثة في مقابل حكومات ومنظمات عربية وإسلامية تبذل مابوسعها للإغاثة. ومن خلال قراءة التاريخ الصومالي يجب علينا أن ندرك أن أزمة الصومال مفتعلة والتجويع مقصود والتشريد مطلب والتسليح مشروع والقرصنة مدعومة للنيل منه. هذا الصومال الإفريقي ( أبو الموز) صاحب الثروات الزراعية والسمكية..صاحب الإنتصار على المحتل الأمريكي الذي ترك جنوده وهرب يتم الآن تصفيته ومحاولة إغراقه..

أغيثوهم فإنما أنتم بإغاثتكم تقامون وتجاهدون العدو..أغيثوهم فأنتم بإغاثتكم تواصلون ربيعكم العربي..أغيثوهم وتصدوا لمن يحاول تجويعهم وتفغينهم وتعريقهم..أغيثوهم فلا ثقة لأحد إلا فيكم.