مظاهر التحول لدى المستعمرة

مظاهر التحول لدى المستعمرة
حمادة فراعنة
انفجر الخلاف بين أضلاع المثلث الإئتلافي الذي أفرزته نتائج انتخابات المستعمرة الإسرائيلية يوم 10 نيسان 2019، والمكون من : 1 – اليمين الإسرائيلي برئاسة الليكود، 2 – اليمين المتطرف بقيادة إسرائيل بيتنا وأحزاب المستوطنين، 3 – اليهود المتدينين المتشددين ويمثلهم حزبي شاس وهتوارة .
نتائج انتخابات الكنيست العشرين عززت بوضوح الاتجاهات الثلاثة مقابل إنحسار اليسار الإسرائيلي المتمثل بحزبي العمل 6 مقاعد وميرتس 4 مقاعد، وتراجع القائمة العربية من 13 مقعداً إلى عشر مقاعد واستنكاف 10 بالمئة من المصوتين العرب من 64 بالمائة إلى 54 بالمائة .
الخلاف الذي إنفجر بين أضلاع المثلث : اليمين واليمين المتطرف والمتدينين أدى إلى فشل نتنياهو في لملمة الحالة بين حلفائه السياسيين اليمين المتطرف واليهود المتدينين المتشددين، وحصيلة ذلك فشله في تشكيل الحكومة، وحل مجلس النواب، والدعوة إلى إجراء الانتخابات المقبلة للكنيست 21 يوم 17/9/2019، ويعود هذا التصادم إلى الخلاف بين الاتجاه اليميني المتطرف برئاسة ليبرمان وحزبي اليهود المتدنين ولهما 16 مقعداً على قضية إعادة فرض الخدمة الإلزامية على الشباب المتدينين الذين يعفيهم القانون السائد من تأدية الخدمة العسكرية بالجيش، وأصر ليبرمان على تغيير القانون وإلزامهم بالخدمة وهو ما رفضه قادة المتدينون، مما يؤكد أن المتدينين باتوا في صلب مؤسسات صنع القرار وأنهم جزءاً من المؤسسة وخياراتها وسياساتها وهو أمر لم يكن له قيمة في السنوات السابقة، وأن التحول الإجتماعي الاقتصادي وموجات الهجرة والانحياز نحو التدين لدى أطراف سياسية إسلامية ومسيحية على المستوى العالمي واجهه انحيازاً كذلك نحو توظيف الدين والتدين لدى سكان المستعمرة الإسرائيلية .
قد يكون قرار حل الكنيست يوم 29 أيار 2019 وإجراء الانتخابات يوم 17 أيلول 2019، خدمة يمكن استثمارها طوال فترة الصيف عبر النشاط الانتخابي من قبل طرفين :
أولهما : من قبل اليسار الإسرائيلي من حزبي العمل وميرتس لتصويب سياساتهما وتحريك قواعدهما لإستعادة ما يمكن استعادته من قوة وحضور لهما، بعد انفجار الخلاف لدى مجمل معسكر اليمين .
وثانيهما : لدى أحزاب الوسط العربي الفلسطيني الذين تلقوا درساً بعد أن أخفقوا في مواصلة الائتلاف الذي تحقق لهم في انتخابات 17/3/2015، وخاضوا المعركة موحدين للأحزاب الأربعة فحصلوا على 13 مقعداً، وزاد التصويت الجماهيري لصالحهم من 54 بالمائة في انتخابات 2013، إلى 64 بالمائة في انتخابات 2015، ليتراجع الانحياز عنهم في انتخابات 2019، أكثر من عشرة بالمائة من المصوتين فخسروا ثلاثة مقاعد لتكون النتيجة :
4 مقاعد للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ومقعدين لكل من الأحزاب الثلاثة : الحركة العربية للتغيير، والحركة الإسلامية، والتجمع الوطني الديمقراطي، وهذا هو الدرس القاسي الذي نالوه فهل يتعلموا منه ويعودوا إلى مصلحتهم الوطنية بشراكة الأحزاب الأربعة ضمن قائمة انتخابية واحدة بدلاً من القائمين؟؟ وقد يكون معهم أيضاً بعض الأطراف السياسية الأخرى لتوسيع قاعدة التحالف والحصول على مقاعد أكبر تؤهلهم لأن يكونوا رقماً صعباً لا يمكن للأحزاب الصهيونية القفز عنهم وإهمالهم، باعتبارهم جزءاً ومكوناً ووجوداً في صُلب المجتمع منذ أن كانت بلدهم ولا يزالون.
h.faraneh@yahoo.com