الهوية الوطنية الفلسطينية

قمم مكة الخلیجیة والعربیة والاسلامیة المزمع عقدھا في الأیام القلیلة القادمة مدعوة للاعتراف بجواز السفر الفلسطیني الذي تصدره السلطة الوطنیة الفلسطینیة كجواز كامل المواصفات السیاسیة والقانونیة، یُعبّر عن المواطنة الفلسطینیة لكل فلسطیني بغض النظر عن جنسیتھ الراھنة. وعلى الفلسطینیین في كل مكان بالعالم السعي للحصول على مواطنة فلسطینیة لتثبیت حقوقھم وھویتھم السیاسیة التي تتعرض لمحاولات إلغاء منتظمة. خطوة كھذه ھي أكثر من ضرورة وطنیة للفلسطینیین تفرضھا مواجھة صفقة القرن وتفاصیلھا مثل إعلان ”جیسون غرینبلات" Greenblatt Jason في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن تقوم الدول المضیفة للاجئین بمھام الوكالة و"وقف خداع الفلسطینیین". وتأتي ھذه الخطوة استكمالاً لسلسلة من القرارات السابقة التي اتخذتھا الادارة الأمیركیة من تقلیص المخصصات المالیة الأمیركیة لوكالة إغاثة وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین UNRWA وصولاً لإلغاء المخصصات والوكالة والتوصیف القانوني للاجئین الفلسطینیین. مطالبة غرینبلات بأن ”یتم التعامل مع اللاجئین الفلسطینیین بإنسانیة" ھي حق یراد بھ باطل. إذ یقصد أنھ تحت مظلة احترام حقوق اللاجئین یجب القضاء على ھویة اللجوء وھي التي تمثل جزءا رئیسا من الھویة الوطنیة الفلسطینیة التي یجب الحفاظ علیھا في وجھ الاستھداف والتذویب. لا یُمكن للفلسطینیین والعرب تجاھل وضوح الرسالة الأمیركیة التي تقول بأن الإدارة الحالیة قررت نزع ورقة أخرى من أوراق التفاوض وھي ملف اللاجئین عن طریق فرض حل احادي بتصور أمیركي إسرائیلي لا یأخذ بعین الاعتبار المصالح الفلسطینیة والعربیة. وبنفس وضوح الرسالة یجب أن یكون وضوح الرد الفلسطیني والعربي. لذلك، تأتي خطوة الاعتراف بالجواز الفلسطیني من قبل الدول العربیة والاسلامیة، على الرغم من عدم اكتمال الاعتراف القانوني الأممي بدولة فلسطین بشكل ناجز، خطوة على طریق تكریس الاعتراف بفلسطین ومواطنیھا مما یفسح المجال لمزید من الاعترافات من أعضاء الجمعیة العامة للأمم المتحدة. وینبغي أن تتوازى مع ذلك حملة عالمیة على غرار الانتفاضة الالكترونیة وحركة المقاطعة لتكریس الھویة الفلسطینیة في مواجھة محاولات اغتیالھا السیاسیة والقانونیة والثقافیة. الدفع باتجاه ”السلام الاقتصادي" فشل سابقاً (مؤتمرات منتصف التسعینیات في الأردن ومصر والمغرب) وسیفشل الیوم في ”ورشة البحرین" وبعدھا خصوصاً أن المبالغ التي یتم الحدیث عنھا في ردھات السیاسة في واشنطن نحو عشرات الملیارات (ربما 50 ملیار دولار) من الاستثمارات لأربع دول وعلى عشر سنوات قادمة لا تؤشر على ثقة بأن ھذا المشروع سیرى النور، وإن حصل، سیعیش قصیراً في ظل عدم تحقیق الأھداف الوطنیة الفلسطینیة واھمھا الدولة الناجزة