الحزام
الحزام
من منا لم يشق الحزام طريقا فوق جسده وهو صغير ، أساسا كلنا كنا مشاكسين ونحن صغار وكان لابد للحزام أن يحد وقتها من مشاكستنا ، لا أعني بأننا أقلعنا عن المشاكسة عندما كبرنا ، بل مشاكستنا زادت .
لم يكن وقتها الحزام فقط لشد البناطيل وتثبيتها ، بل كان له دور عقابي ، يكتفى بفك " أبزيمه " وسحبه ، هذا المشهد لوحده كان كافيا لبدء شلالات الدموع وأثارة براكين الخوف فينا .
في العقلية الحزام حاضر ، وفي الذهنية أيضا حاضر ولا يمكن تناسي دوره أو تجاهله ، حتى لو حاولنا ، سيتمرد على تناسينا له ويعود جليا واضحا تماما .
مثلا ... حين اتصل مع " محمود " وأسأله وينك ؟ سيخبرني كعادته أنا على طريق الحزام " الحزام الدائري " ، لا أعرف ما هو سر تواجد " محمود " بشكل دائم على طريق الحزام الدائري ، لكن المهم أن الحزام حاضر حتى في مسميات الأماكن لدينا والمواقع .
أيضا ... عندما تدعو الحكومة الى تقليل النفقات والحد من المصاريف الغير ضرورية فانها تدعو الجميع الى " شد الأحزمة على البطون " ، لا يهم ان كانت ترفع هذا الشعار دون أن تتمسك به ، المهم أن الحزام حاضر في السياسة لدينا أيضا .
أنا ضد تسمية المرحلة التي يعيشها العالم العربي حاليا " بالربيع العربي " ، واقترح أن تسمى " بالحزام العربي مثلا " ، فكم حزام شعبي عربي شق طريقه فوق أجساد أنظمته ، في حين كان على باقي الحكومات تثبيت أحزمتها جيدا على الخصور خوفا من فلتان أو تسحيل أنظمتها .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com