ها هي قصتي


أعتذر عن كل جملة قلتها أو قالها غيري من غير قصد.. لكن أنا أقولها وداخلي آلاف من المعاني والآلام، تعني لي الأماني والسطور.. يجرفني صوتي الحاني على مر العصور.


أشفقُ على الشفقِ عند المغيبِ، والشمس تشرقُ بالنورُ لتطفئ الظلام على رؤياي.

حادثتي كتلةٌ متضخمة، فيها ظلمٌ أُحاير به من حين إلى حين.
 
 
 

هي شريحة معينة أوجه لها حديثي، هذه رسالتي إلى كل أم بألّا تترك بناتها أو أطفالها في المحال لوحدهم. تعرضتُ لقسوة في داخلي، تجرّعت آلامها ومرارتها ولوعاتها.

بعدما رأيت مسلسل «عبرة شارع» وحادث الاغتصاب الذي تعرضت له الفنانة هبة الدري دخلت في نوبة بكاء بعدما عادت بي ذاكراتي إلى سن الطفولة.

التحرش وما أدراك ما التحرش. فعل مخزي يقوم به أفراد تجردوا من إنسانيتهم، خاصة عندما يقع على أطفال لم يعرفوا عن الدنيا سوى البراءة.

هذا ما تعرضت، تحرش جسدي وأنا في سن العاشرة، على إثرها أصبت بحالة انكسار وخوف على مد أكثر من عقدين من الزمان، وعندما أمر على ذلك المكان لا أستطيع أن أدخله، تأتيني الصورة وكأنها تعرض أمامي كمشهد سينمائي، ومن ثم أجهش بالبكاء.

الآن، تجاوزت هذا الألم، وأعطيت نفسي الأمل بالحياة والإيجابية، وهي الأساس والمنبع في داخلي.

أخذت على نفسي عهدا أنه عندما أكبر سأروي قصتي وآلامها، وأن أتوجه إلى أخواتي وصديقاتي وأقول لهن كن مع أبنائكم إذا دخلوا المحال.. لا تتركوهم وحدهم.. كونوا معهم «يداً بيد».

كنت حريصةً جداً على أبناء أخواتي. أمسك بهم عندما أذهب معهم ومع أمهاتهم إلى السوق، يقولون لي لماذا أنتِ حريصة هكذا؟! هم لا يعلمون قصتي.. هي صامتةً منذ 22عاماً!

من بعدها استمدت منها عزيمتي لكي أصل لما أريده.. واصلت قوتي وبدأت اقتناء وعدت إلى عشقي (الكتابة).

رسالتي لكل أم، كوني حريصةً على أطفالك، لا تتركيهم وحدهم.. القيمة الأساسية هي أنتِ أيتها الأم وأنتَ أيها الأب، حافظوا على أبنائكم وحصنوهم بالأدعية، خاصة عند الخروج من البيت إلى المدارس، احرصوا على أخذهم بأنفسكم إليها واستقبالكم لهم أثناء خروجهم منها، لا للباصات ولا للسائق الذي يضمر الخبث.

الحمد لله أقرّ قانون التحرش والذي نأمل أن يسهم في ضبط انفلات سلوكيات بعض الأفراد ويقوّمها.

أخيراً: كل شيء جميل يحدث في هذا الكون كفيل بأن يفسده ويجهضه ثلة من البشر استبدلوا رداء الوحشية بالإنسانية.