النشامى يعيدون رسم الخريطة الآسيوية


كان مستحقاً الانتصار الكبير الذي سطره نشامى المنتخب الوطني ليلة أمس الأول على حساب المنتخب الصيني بنتيجة (2-1) لينفرد بالتالي في صدارة الترتيب العام للمجموعة الآسيوية الأولى المؤهلة الى الدور الحاسم لتصفيات مونديال البرازيل (2014).

ليلة أمس الأول عشنا أفراحا عامرة ونحن نرى تمثيلاً رائعاً للعبة الشعبية الأولى في الوطن، فالأداء كان متوازناً والى حد كبير مع ما طرحه المنتخب الصيني في المجريات، وهو الضيف الذي بدا جامحاً مطلع المباراة عندما نسج هجمات منظمة وسريعة داخل ملعب المنتخب الوطني، قبل أن يتدارك النشامى الموقف بصعوبة بالغة، اذ استغرقوا وقتاً لا بأس به قضوه في رصد مفاتيح لعب المنتخب الصيني والتي انحصرت معظمها من طرفي الميدان، ليبلغ المنتخب مع قرب انتهاء أحداث الحصة الأولى قمة التجانس الخططي والفني والذي انعكس على حضوره أمام المرمى، حيث كان قاب قوسين من التسجيل في أكثر من موقف لولا متانة الدفاع الصيني.

نجزم أن التعليمات التي بثها المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد لنشامى المنتخب الوطني في فترة الاستراحة تمثلت في ضرورة التقدم ونقل الألعاب الى نصف الملعب الصيني، بعدما بدا خطه الدفاعي في متناول اليد اثر نجاح اللاعبين في وأد الألعاب الصينية من منبعها الرئيسي الشوط الأول، فكان أن ساهم هذا الطرح في قلب ميزان القوى نوعاً ما باتجاه المنتخب الوطني الذي سنحت له فرصتان ثمينتان سجل بواسطتهما بهاء عبدالرحمن وعامر ذيب، ليعقب ذلك هدف الصين الوحيد والذي جاء مفاجئاً وفي غمرة مشاعر الفرح التي ازدحمت بها أفئدة لاعبي المنتخب الوطني والجماهير الغفيرة التي أمت ملعب اللقاء.

سير المجريات التي أعقبت هذه التداعيات جاءت متوازنة ما بين المنتخبين، فالنشامى حافظوا على حضورهم في نصف الملعب الصيني لكن دون المغالاة في التقدم، في المقابل سعى الصينيون الى تدارك تأخرهم بهدف عبر التنويع في الخيارات الهجومية المطروحة، ليعمد حمد الى اجراء تبديلين دفعة واحدة، اذ دخل حاتم بدلاً من خليل بني عطية في الخط الخلفي وعدي الصيفي بدلاً من عبدالله ذيب في وسط الميدان وذلك بداعي الاصابة، حيث استغرق الأخير بعضاً من الوقت قبل أن يصل الى التجانس الفني المطلوب مع زملائه ليستغل المنتخب الضيف ذلك ويشن هجمات متتالية على المرمى اسفرت عن فرص خطرة كان لها دفاع النشامى وحارس المرمى المخضرم عامر شفيع بالمرصاد حتى صافرة النهاية المظفرة.

تـاريـخـية

الانتصار صنفته وسائل الاعلام العربية والدولية بالتاريخي ذلك لأنه الانتصار الرسمي الاول على حساب المنتخب الصيني، فبالعودة الى تاريخ مواجهات المنتخب الوطني مع نظيره الصيني سنجد تفوقاً واضحاً للأخير على هذا الصعيد، اذ التقى المنتخبان بالمرحلة الأولى في تصفيات كأس العالم العالم (أمريكا عام 1994) مرتين، حيث فازت الصين ذهاباً (4-1) بمدينة شنغهاي يوم (16-6-1993) واياباً (3-صفر) على ستاد الحسن بمدينة اربد يوم (26-5-1993).

أما في التصفيات القارية فالتقى المنتخبان مرة واحدة بالدور التمهيدي لنهائيات عام (1984) ذلك يوم (15-9-1984) حيث انتهت المباراة لمصلحة الصين بنتيجة كبيرة بلغت (6-صفر).

ودياً التقى المنتخبان في خمس مناسبات، حيث انتهت مواجهتين لمصلحة المنتخب الصيني وتعادلا في المواجهات الثلاث الأخرى.

اجمالي المواجهات الأردنية الصينية سواء الرسمية أو الودية بلغت تسع مواجهات، حيث فازت الصين في خمس مواجهات مقابل انتصار وحيد للمنتخب الوطني حققه مساء أمس الأول فيما تعادلا في ثلاث مواجهات، حيث تلقت شباك المنتخب الوطني الذي تلقت (20) هدفاً مقابل ستة أهداف أحرزها في المرمى الصيني.

اللقاء الأخير هو التاسع ما بين المنتخبين، علماً بأنهما سيتواجهان في ذات الدور يوم التاسع والعشرين من شهر شباط القادم في بكين في اياب هذا الدور.

الطريق ما زال طويلاً

ورغم مشاعر الفرح التي ازدحمت بها أفئدة جماهير كرة القدم الأردنية الا أن المنطق التنافسي يفرض علينا أن نكون عقلانيين في تناول هذا الانتصار الانجاز، ذلك لأن أربع مواجهات تفصل نشامى المنتخب الوطني عن بلوغ الدور الحاسم للتصفيات والمؤهل مباشرة الى نهائيات البرازيل.

اذ يغادرنا المنتخب مطلع الشهر المقبل الى تايلند للانخراط في معسكر تدريبي يستمر زهاء خمسة أيام يتخلله لقاء المنتخب التايلندي ودياً قبل التوجه للقاء سنغافورة في الجولة الثالثة من هذا الدور يوم (11) الشهر المقبل، على أن يعود بعدها الى عمان للتأهب للقاء سنغافورة مجدداً يوم (11) تشرين الثاني على ستاد عمان الدولي في اياب الدور الثالث، ثم العراق في عمان كذلك يوم (15) الشهر نفسه، على أن يجمعه اللقاء الأخير في هذا الدور مع الصين في بكين يوم (29) شباط.

موقع الفيفا يؤرخ الانتصار

وتناول الموقع الالكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي فوز المنتخب الوطني في عديد التحليلات، فتحت عنوان أمسية صعبة للكبار، في اشارة الى ما عانته المنتخبات الأقوى على الصعيد القاري، تناول كاتب المقال تحت عنوان مباراة القمة، فوز المنتخب الذي جاء مخالفاً لتوقعات المراقبين والنقاد.

كما تناول الموقع تحت عنوان (الأردنيون يهللون للفوز على الصين ويحلمون بالمونديال) مشاعر الفرح التي عمت مختلف مدن الوطن بعد الفوز التاريخي وكذلك المتابعات الصحفية لهذا الفوز، اذ جاء في التقرير : (أجمعت الصحف الأردنية على أن المنتخب الوطني أصبح حالة وطنية ومصدر فخر واعتزاز لكل الأردنيين بعد النتائج اللافته والمستوى المتطور الذي ظهر عليه في التصفيات المونديالية وقبل ذلك في نهائيات كأس آسيا التي جرت مطلع العام الجاري في الدوحة) وأضاف التقرير : (وكان عشرات الآلاف من الأردنيين انتشروا في الساحات العامة والشوارع الرئيسية المحيطة باستاد عمان الدولي حتى الساعات الأولى من فجر الأربعاء للاحتفال بالفوز على الصين لأول مرة، فيما انشغلت كل الاذاعات وقنوات التلفزة الرسمية والخاصة وكافة وسائل الاعلام الأردنية بمواكبة هذا الحدث الذي اعتبر أنه الأبرز للكرة الأردنية هذا العام).

وتناول موقع الفيفا اشادة سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا بالفوز على المنتخبين العراقي والصيني خلال أربعة أيام حيث كان سموه قد وصف هذا الانجاز بالمستحق وليس بضربة حظ.

للأرشيف

ـ طرفا اللقاء: المنتخب الوطني ونظيره الصيني.

ـ المناسبة: لقاء الجولة الثانية من عمر الدور الثالث (دور المجموعات) لتصفيات كأس العالم

ـ المكان: ستاد عمان الدولي.

ـ الزمان: 6-9-2011.

ـ النتيجة: فوز المنتخب الوطني (2-1).

ـ الأهداف : سجل للمنتخب الوطني بهاء عبدالرحمن د.(48) وعامر ذيب د.(56) وسجل للصين هاوجونمن د.(57).

ـ الحكام: الأوزبكي راشفان ارماتوف للساحة وعاونه مواطنه راسولوف والقيرغستاني باهادير كوكاروف والأوزبكي فلاديسلاف تسيتلين حكماً رابعاً.

ـ مثل المنتخب الوطني: عامر شفيع، بشار بني ياسين، أنس بني ياسين، خليل بني عطية (حاتم عقل)، باسم فتحي، بهاء عبدالرحمن، شادي أبوهشهش، حسن عبدالفتاح، عامر ذيب، عبدالله ذيب (عدي الصيفي) وأحمد هايل (محمود شلبايه).

ـ مثل المنتخب الصيني: يانغ زهي، صن اجزانغ، لاي ويفنغ، فينج ايجزتونغ، زهاو ايجوزري، هاو جونمن، يانغ جزهو، يو جانيو (وي جزاي)، هوانج بوون (يو داباو)، ياو هاي (فينغ رينلغ) وزهانج زهي.