«التجمع الوطني للتغيير».. فكرة غير مكتملة لماذا؟!



حتى اللحظة لا نعرف ما هو الهدف من إشهار «التجمع الوطني للتغيير» فهو ليس حزبا سياسيا، كما أنه ليس تيارا فكريا لأن بعض الأحزاب والشخصيات التي أعلنت مشاركتها فيه لا تتفق مع الأخرى في هذا الجانب، كما أن «التجمع» لم يأت نتيجة مخاض سياسي أو شعبي، أو ضرورة تستدعيها المرحلة، ولم يطرح «التجمع» أي جديد عما هو مطروح حاليا من قبل الأحزاب والنقابات والحراك ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نسمع حتى اللحظة عن أدوات «التجمع» لتطبيق برنامجه الذي لم يعلن بعد هو الآخر.
وعلى الأقل 3 من الأحزاب المشاركة بلا تاريخ أو قاعدة شعبية ووجودها يعتمد على رئيس الحزب فقط ومجموعة من المؤسسين، وهناك حزب واحد يشكل إضافة وهو حزب «الوحدة الشعبية»، وبالتالي سيبقى انتشار وتأثير «التجمع» محصورا بالمؤسسين.
بالتأكيد أتفق تماما مع ما طرحه دولة الرئيس أحمد عبيدات في المؤتمر الصحفي في قضايا عدة واتفق معه بدون تحفظ في القضايا الرئيسة التي طرحها، وكل ما يتعلق بالعلاقة مع دولة الاحتلال، لكن يبدو أن ثمة أسبابا دفعت إلى الإسراع بإشهار «التجمع» بهذه الطريقة وقبل نضوج الفكرة وبهذه المشاركة الحزبية «العشوائية» نوعا ما والتي لا أتوقع أن تتسع.
ولم يخف دولته ذلك وعدم اكتمال الفكرة فقد أكد في المؤتمر الصحفي أنه «لا يمكن الحديث عن خارطة طريق حاليا لأن تشكيل التجمع لم يكتمل بعد، لكن بدأ الإعداد لبرنامج سياسي وبرنامج اقتصادي».
ومنذ أن أعلن عن إشهار «التجمع» الأسبوع الماضي وأجل لهذا الأسبوع كان التوقع أن تكون الفكرة مكتملة وتحمل رؤية مختلفة لجميع القضايا المحلية وما يتصل بها مباشرة فيما يتعلق بالملف الفسطيني، لكن ما فاجأ المهتمين والمطلعين هو أن «التجمع» لم يعلن عن برنامجه السياسي والاقتصادي الذي يبدو أنه لم يجهز في صيغته النهائية بعد، واكتفى ببيان صحفي أكد فيه موقفا عاما لا جديد فيه.
وكان لافتا غياب ركن أساسي في «التجمع» عن المؤتمر الصحفي وهو دولة الرئيس طاهر المصري الذي برر الرئيس عبيدات غيابه بقوله إنه ركن أساسي في «التجمع»، وإن غيابه كان لأسباب لا تتعلق بـ»التجمع».
وقال إن سبب غياب المصري عن مؤتمر الإشهار بسبب عارض صحي طارئ، حيث اضطر المصري إلى التوجه لميونخ لتلقي العلاج.
وعلى أية حال لن تكون هذه نقطة جوهرية رغم أهمية حضور المصري المؤثر، لكن في المجمل «التجمع» لم يقدم جديدا عما طرحه الرئيس عبيدات قبل نحو ثماني سنوات.
وبانتظار البرنامج السياسي والبرنامج الاقتصادي فإن ما أشهر وأعلن حتى الآن لا يشير إلى فرص نجاح كبيرة.