كلنا نكتب شعرا

كلُّنا نكتبُ شعرا


محمد علي فالح الصمادي





أمي رحلتْ منذُ سنين

ما زالتْ كلَّ مساء

تكتبُ لأبي الميتِ فيها

قصيدةَ شعرٍ

خجلى ...

جذلى ...

على ورقِ التين

أخي الأكبرُ يعرفُ نظمَ الشعرِ

بلغَ قبلَ سنينٍ سنَّ الستين

نظمَ لجارتِنا مسبحةً

بخيط ٍ مستورد

قيلَ من الصين...

أقسمُ أن شيخَ عشرتِنا

ينظمُ شعراً

موزوناً أحيانا

بقافيةِ المنسفِ

وأحياناً ينظمُ شعراً في حضرةِ

شيخٍ أخرَ على بحرِ

المنقلِ ...

فاحتْ رائحةُ الكلماتِ شواءً

وضاعَ الوطنُ الساكنُ فيه ...

ضيافة ...

أختي هي الأخرى تكتبُ شعراً

إن أغضبها الزوجُ

أو سافرَ عنها

أحدٌ منهم

تكتبُ شعرا ً

على أنغامِ الإبرةِ

حينَ تخيطُ لنا

ما يسترُ عورتَنا

ويواري سوأتنا...

زوجاتي الأربع

يكتبْنَ الشعرَ

نجوى

بعباءتِها ومساحيقَ المكياجِ ...

والثالثةَ الكبرى

بشقاوَتها

تكتبُ نثراً

لا فرقَ بينَ الشعرِ

وبينِ النثرِ

قالَ حكيمُ الديرةِ

في تصنيفِ النقادِ

" الناقدُ... حاقد "

أمرأتي الثانية

غارت ...

كتبتْ لي

على جدرانِ القلبِ أحبُّك ....

وتركتْ قلبي ينزفُ

بحدِّ جراحٍ

بنظرةِ عينٍ

قالت فيها ...

أدركُ أنَّكَ لن تسمعَ

بوحي ...

لكنِّي مثلُ الزوجاتِ

أكتبُ في عشقِك شعراً ...

أغضبني ... أو أسعدني

أفرحني أو أحزنني

أركبُ موجَ الشعرِ علَّكَ ترضى

تميمةُ أولُ حبٍّ

كتبتْ في أولِ سطرٍ فيها

قالتْ فيكَ عرافةُ حارتِنا

عنْك ولستُ أنا

أنقلُ بأمانة

أنك لو متَّ طويلا

ستخرجُ يوما

من قبرِك

تنزفُ حبا

لامرأةٍ أخرى

في الجنةِ

أو في النار

لا يهدأ قلبُك

يا زوجي ...

قدري ....اخترتكَ

وأعرفُ أنَّك مختلٌّ مختال

رضيتكَ وأدركُ أنَّك مشغولٌ دوما ...

بحنين ...

لن أرضى عنكَ

إذا تبتَ ذاتَ حياةٍ عن شوقٍ

يحرقُ قلبَك ...

حروقَ الثلجِ...

لأنك تتعذبُ

إذا لم

تعشقْ في كلِّ مساءٍ

امرأةً أخرى

رشيقةَ قدٍّ أو خدِّ

بمحبتها جبلتَ طينتَها

بفوح ِ الوردِ

عليكَ اللعنة

رغم مآسيكَ

أحبُّك أكثرَ منهن

ضعفاً او ضعفين

يا رجلاً تتقلبُ مثلَ سنينِ العمرِ

فرحاً حزناً ضعفاً كأنك

شجرةٌ تمرُّ عليها فصولُ السنةِ

لتصبحَ ذاتَ ربيعٍ أجمل

وبعدَ شتاءٍ أنظرُ

أدركُ أنَّك تكذبُ في حضرتِهنَّ

وتقولُ لكلِّ منهُنَّ

أنتِ الأغلى والأجمل

لكني أعرفُ أنِّي أغلى منهنَّ

جميعاً

وأنِّي في قلبِكَ أفعلُ

ما تعجزُكلُّ نساءِ الأرضِ

من قولٍ أو فعلٍ

سأبقى رُغما عنكَ الأولى المنجبة َ

لمنْ يحملُ اسمكَ

وتقرُّ به الأعينُ

فارجعْ ما زلتَ في قلبي

الأوحد...........