هل «يَبدَأ» العدّ العكسِي لوقف الحرب اليمنية؟

عادت أخبار المأساة الیمنیة ُ الم ِ تدحرجة الى صدارة الأنباء الاقلیمیة والدولیة, وربما تقدّمت على ما یحدث في میادین السودان والجزائر, في ضوء الخطوة اللافتة وغیر المسبوقة التي َ أقدمت علیھا جماعة انصار الله الحوثي بعد انقضاء ُحادي الجانب» من ثلاثة موانئ في مدینة ُ الحدیدة بترحیب من ستة أشھر على ُ تفاھمات ستوكھولم, وحظي انسحابھا «أ الأمم المتحدة, وبخاصة انھا كانت ساحة معارك طاحنة ھدأت قلیلاً بعد التوصل للإتفاق الذي لم یجد طریقھ الى التنفیذ, في ظل اتھامات ُ متبادَلة بالعرقلة وعدم الإلتزام وغیرھا من أوصاف ّ عمقت انعدام الثقة بین اطراف الحرب الكارثیة . ِ المتواصلة منذ اربع سنوات ونیّف وإذ أكد بیان الأمم المتحدة أن إعادة انتشار الجیش واللجان الشعبیة (أنصار الله) في موانئ الحدیدة مستمرة وفق الخطة الموضوعة, وان فِرقَھا راقبت الموانئ الثلاثة لدى انسحابھم منھا وتسلیمھم إیاھا الى قوات خفر السواحل، فإن التشكیك بجدیة خطوة الحوثیین ووصف ما اقدموا علیھ بأنھ «مسرحیة» من قبل الناطق باسم حكومة الرئیس الیمني المنتھیة ولایتھ, والذي یحلو لھ ولداعمیھ وصفھ بـ"الرئیس الشرعي»..ما لبِث (التشكیك) ان َ تراجع واضطرت حكومة ھادي للإعلان انھا ُ «مستعدَّة» لتنفیذ المرحلة الأولى من التزاماتھا, مقابِل خطوة أنصار الله التي ستعلن طواقم المراقبة الدولیة ما إذا كان انسحاب أنصار الله حقیقیاً في المیدان؟ أم انھ ُ مجرد ُ «مناورة», على ما تواصل حكومة ھادي . ِ اتھامھم من الحكمة عدم الاستھانة بالخطوة التي أقدم علیھا الحوثیون, وبخاصة إذا ما نجح المبعوث الدولي غریفیث في البناء علیھا, عبر الدفع نحو تطبیق باقي بنود اتفاق ستوكھولم في شأن الحدیدة (المدینة والمیناء), وإبعاد القوات ِ المتواجھة عن أماكن ُ تواجدھا الحالي, تمھیداً للتجسیر على المواقف وخطوات بناء الثقة المفقودة بین اطراف الحرب, وإعادة الاعتبار لمنطق التفاوض بعد ترتیب وقف مؤقت لاطلاق النار. بات الجمیع في حاجة ّ ماسة الیھ, بعد ان تحولت ھذه الحرب ِ المأساویة الى اكبر كارثة انسانیة في القرن الحالي, بكل ما خلفتھ من ضحایا ودمار وخراب وتجویع وعودة .لأوبئة وامراض ظن كثیرون ان العالم تخلّلص منھا لم یعُد أحد في العالم یأخذ على محمل الجد الادعاءات والمزاعم التي تتحدث عن صراع بین الیمنیین انفسھم, وبات المشھد الیمني جزءاً من جدول الاعمال الدولي (دع عنك العربي الذي لا یعبأ بما یحدث في ساحاتھ ومیادینھ ُ الم َ نھكة) .رغم محاولات بعض العواصم الغربیة الاستفادة من تداعیات الحرب الیمنیة وأكلافھا وبالتالي لیس من الحكمة والواقعیة استبعاد او إقصاء او إلغاء اي طرف من الاطراف الیمنیة بصرف النظر عن تحالفاتھا الحقیقیة او المتخیلة ولم یعد ٍ خافیا على أحد أن الصراعات الاقلیمیة َ أسھمت في إذكاء ھذه الحرب (كما غیرھا ِسفر عن «إفراز» ُ م ِ نتصر, او تُ ّؤشِر الى قرب حسم میداني لھذا الطرف أو ذاك في المنطقة). وھي صراعات لم تُ .التحالف kharroub@jpf.com.jo محمد خروب