بومبيو في موسكو.. تبريد الملفات العالِقة أم تسخين لها؟

الزیارة التي یبدأھا الیوم رئیس الدبلوماسیة الامیركیة بومبیو لموسكو، تحت الأضواء والمتابَعة كونھا تأتي في ظروف دولیة ُ معقّدة, وبخاصة بعد «النشوة» التي استبدّت بترمب وبطانتھ, إزاء ما خلُص الیھ المحقق الخاص مولر في شأن علاقات ُ «المرشح» الرئاسي ترمب مع روسیا وخروجھ «بریئاً»، الأمر الذي انعكس ایجاباً ولو في شكل مؤقت على العلاقات المتوترة بین البلدین، كما تجلّى لیس فقط في المكالمة الھاتفیة الطویلة بین الرئیسین الروسي والامیركي، حیث وصفھا الأخیر بأنھا ایجابیة وبناءة، وإنما ایضاً في الزیارة التي یقوم بھا بومبیو لروسیا واللقاء المھم الذي لم یكن ِ حذراً في اوساط عدیدة, ذھب بعضھا حدود توقّع حدوث ُمدرجاً على جدول أعمالھ مع الرئیس بوتین, ما عكس تفاؤلاً ِ تھدئة وتعاون في الملفات الدولیة الساخنة التي قال بومبیو انھ سیبحثھا مع نظیره الروسي، كذلك مع بوتین بدءاً من .سوریا واوكرانیا مروراً بایران وفنزویلا وكوریا الشمالیة وإذ یؤشر جدول الأعمال ضمن أمور اخرى, الى «اعتراف» امیركي بالدور الروسي الحیوي في القضایا والملفات الدولیة, بعد طول إنكار وغطرسة امیركیة ترفض دوراً كھذا ومحاولات لا تنتھي لمحاصرتھا وتخریب علاقاتھا مع حلفائھا, واتھامھا بدعم أنظمة شمولیة وفاسدة، فإن ما راكمتھ الدبلوماسیة الروسیة المحمولة على فعل عسكري میداني, واتساع (400-S خلال السنوات الخمس الأخیرة وبخاصة في شبھ جزیرة القرم وسوریا وفنزویلا وتركیا (صفقة دائرة علاقاتھا مع الشرق الاوسط, فضلاً عن ّ التوسع اللافت في العلاقات الروسیة الصینیة، ربما تكون أجبرت ادارة ترمب وخاصة صقورھا وحزب الحرب فیھا, على التعاطي بواقعیة مع المتغیرات الدولیة التي لا تسمح لواشنطن بمزید من تجاھل موازین القوى وغیاب اي دعم دولي وبخاصة اوروبي غربي لخطوات وقرارات ادارة متھورة لا ُسس حل الصراع الفلسطیني الاسرائیلي, تقیم وزناً لمصالح شركائھا ولا تعیر اي أھمیة للقانون الدولي بدءاً بنسف أ ولیس ً انتھاء بالإنسحاب من الاتفاق النووي مع ایران وإعادة فرض العقوبات علیھا, والتلویح بغزو عسكري لفنزویلا, لإسقاط الرئیس مادورو، ناھیك عن تسییر الأساطیل والقاذفات الإستراتیجیة والبوارج نحو الشرق الاوسط, في تظاھرة عسكریة, یُدرك سید البیت الابیض انھا لن تكون نزھة لقواتھ في ضوء ھزائِمھا الموصوفة في العراق .وافغانستان مباحثات بومبیو مع نظیره الروسي لافروف لن تكون سھلة, وستكون مھمتھ اكثر صعوبة مع سید الكرملین, الذي یبدو وكأنھ ضاق ذرعاً بالغطرسة الأمیركیة, وإصرارھا التعاطي مع مناطق وبؤر التوتر في العالم بمنطق القوة والحرب .بعیداً عن لغة المصالح المتبادَلة والقانون الدولي قد یكون فشل المحاولة الانقلابیة التي نظمتھا المخابرات المركزیة في فنزویلا والتقدّم الذي احرزه الجیش السوري على «جبھات» إدلب, وربما یكون الملف الاكثر سخونة ھو التوتر الایراني – الامیركي ِ المتصاعد, حیث لا تخفي ّ فات لا تسخینِھا َ زام أطراف الإتفاق النووي بنوده واستحقاقاتھ, فرصة لتبرید الملّ . َ موسكو دعمھا مواصلة التِ . ُ الك َ رة في م ِ لعب واشنطن محمد خروب