الاسباب وراء التأجيل المفاجيء لزيارة نبيل العربي لدمشق!!
قرار تاجيل الزيارة التي كان يفترض ان يقوم بها الامين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي الى دمشق يوم الاربعاء من هذا الشهرالى اجل غير مسمى ،بناء على طلب من دمشق ،لايمكن استيعابه وفك شيفتره الا بعد قراءة الاحداث المتتالية خلال الايام العشرة الماضية ومحاولة ربطها لفهم الدوافع والاسباب وراء هذا التاجيل.
بداية من خلال قراءة الموقف الروسي الداعم لنظام سوريا ودخولها بقوة على خط الازمة السورية كطرف فاعل ورئيسي ،بدلالة التصريحات الصادرة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عقب زيارته لدمشق يوم الاثنين من الاسبوع الماضي ، حيث صرح بان روسيا لا تعتزم تغيير سياستها تجاه سوريا، وكذلك التصريحات اللاحقة لوزير خارجية روسيا التي اشارت بوضوح انها ضد الحظر الاوربي على النفط السوري ناهيك عن ترتيبها للزيارة التي ستقوم بها المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان لموسكو الأسبوع القادم حسب ما كان مقررا لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس في وزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما ، بحيث يشمل برنامج الزيارة مقابلة شخصيات من المعارضة السورية التي سوف تزور موسكو في نفس التوقيت ، للاتفاق على الخطوات التفصيلة للمبادرة العربية التي كان من المفترض ان يقدمها العربي خلال زيارته لدمشق ، هذا السيناريو كان قد حظي بمباركة ايرانية عربية ورضى امريكي اوروبي ، اتفق عليه في الكواليس وقادته الدوحة وبعض السفارت الاجنبية .
لكن الذي بعثر الاوراق وأغضب روسيا وايران من خلفها هو موافقة تركيا يوم الاثنين الماضي (5 أيلول 2011) على نشر أجزاء من الدرع الصاروخي للحلف الأطلسي في أراضيها ،اضافة الى أن انقره سمحت بتركيب رادار متقدم مخصص لرصد أي إطلاق محتمل لصواريخ من شأنها أن تهدد أوروبا، ورغم ان انقره حاولت التغطية على قرار نشر الصواريخ الاطلسية في ارضها ،بجملة من الاجراءات ضد اسرائيل مصحوبة بتغطية اعلامية مكثفة ومدروسة بشكل ذكي بدأتها بطرد السفير الاسرائيلي تبعها اعلان أنقرة أنها لن تترك البحر المتوسط رهينة بيد إسرائيل، وانها ستضمن حرية ملاحة سفنها فيها عبر مواكبة قطعها البحرية العسكرية لها، واخيرا قرارها الجريء عندما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء(يوم التاجيل لزيارة العربي لدمشق)، أن تركيا سوف تقطع بشكل تام علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والصناعات الأمنية مع إسرائيل، تركيا ضربت اكثر من عصفور بحجر واحد وتثبت يوما بعد يوم ان تركيا اليوم ليست تركيا الامس!!!
حقيقة قرار نشر الدرع الصاروخي على ارض تركيا فهمته روسيا وايران جيدا بانه تهديد لامنها وللضغط عليها مستقبلا في اي ترتيبات قادمة للمنطقة ، مما ادى الى ردت فعل من جانب ايران وروسيا تمثل بالايعاز الى دمشق بطلب تاجيل زيارة العربي الى اشعار آخر ، فاجأ الاطراف الاخرى ومن هنا يمكن قراءة ردة فعل السفيرالامريكي في دمشق يوم الثلاثاء (يوم التاجيل لزيارة العربي لدمشق) بهجوم شديد اللهجة ضد النظام السوري ،منددا بالتبريرات التي يسوقها النظام السوري لقمع المتظاهرين، متزامنا مع تصريحات بان كي مون التي تخفي خلفها تهديدا باستخدام القوة ضد سوريا عندما خاطب الاسد بقوله : فات الأوان لأي خطوات!!! ردا على طلب التأجيل السوري.
من هنا نستخلص ان هناك تحالفا ايرانيا روسيا صينيا ظهرت ملامحه بقوة هذه الايام ،بدا بمقاومة التحالف الاوروبي الامريكي من اجل تقاسم النفوذ على الشرق الاوسط الجديد ، وبانتظار الايام القادمة لنرى هل يتفقون على توزيع الحصص ام ان المنطقة سوف تشتعل مهددة بحروب مدمرة تحركها قوى اقليمة ودولية وللاسف سوف تكون ساحتها دول عربية !!!
Drkmal_38@yahoo.com