التحول من الإصلاح إلى التغيير !! (2-2)


مثلما يوجد لدينا وزراء تأزيم، يوجد معارضو تأزيم، ويوجد موالو تأزيم. وها هي نفس المجموعة القديمة -تقريبا- التي أنشأت سنة2011 «الجبهة الوطنية للإصلاح» تحاول منذ 4 شهور إنشاء «التجمع الوطني للتغيير». وما هو واضح لنا، أن المؤسسين لم يراجعوا تجربتهم السابقة !! التيشابها -كي لا اقول عابها- الافتقار الى الديمقراطية والإقرار بحق الاختلاف !!
هيمن المستقلون على القرار في جبهة2011المرتجلة، التي تكوّنت من 12 مستقلا و 7 أحزاب، كان التصويت فيها بالأغلبية، والغلبة دائما للمستقلين، على قاعدة «الجملُ بدينارين والهرُّ بألفين والبيعُ على الإثنين !!
و»تؤكد التجربة السياسية الأردنية، أن من ليس له تنظيم و قواعد اجتماعية، يفرط ويفقس وينفثيء».
و من استعراض الأسماء التي يتردد انها ستشارك في التجمع، نشكل فكرة عن اتجاهاته: احمد عبيدات. طاهر المصري. لبيب قمحاوي. سالم الفلاحات. محمد فارس الطراونة. عبدالفتاح الكيلاني. سعيد ذياب. فؤاد البطاينة وإبراهيم حجازين. وحراكيين ذوي جذور سياسية إسلامية.
وقد علمت ان احزاب جبهة العمل الإسلامي وحشد والشيوعي والبعث العربي التقدمي، لم تُدعَ الى اجتماع الإشهار الذي كان مقررا يوم أمس !! علما أن الأحزاب القومية واليسارية لها مرجعيتها المستقرة، وهي «ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية». التي لا تستبدلها خاصة بعد أن اكتوتبالسلاطة المفرطة، التي اسهمت في فرط الجبهة سنة2011.
المطلوب هو بناء إطارات وتيارات واسعة تستوعب الجميع. وأمّا «الفراغ الجبهوي» المتحقق اليوم، فلا تسده الا النقابات المهنية، التي لها مرجعية وطنية شعبية.
في هذا الظرف الحرج، مطلوب من الحكومة الابتعاد عما يستفز الناس ويدفعهم الى الشطط والذهاب الى الأماكن الغلط. وللاسف فقد جاء التعديل الحكومي مشبعا بالاستفزاز.
وفي المقابل مطلوب من الباحثين عن صيغة سياسية، الابتعاد عن الشخصيات المأزومة، محترفة التأزيم.
وأرى ان خط الزعيم الوطني الإصلاحي بامتياز، طاهر المصري، وتركيبته الديمقراطية الانفتاحية، يمكن ان تنسجم وتعبر عن ذاتها وتحقق أهدافها الوطنية، في اطار متفق مع طبيعته ومع مجموعة من لونه لا مؤزمين بينهم.
أصبح دور «النجم» في العمل السياسي محددا ومحدودا وموقوتا. وأمّا صيغة «الشخصيات الوطنية المستقلة» المتعففة عن العمل المنظم، فقد اضرت بالعمل السياسي ايما إضرار.
واعتقد ان تعثر الإعلان عن إشهار «التجمع»، يشي بأزمة، كان يجب توقعها. و يجب توقع انها أزمة بنيوية، ستقود إلى عبثية «دق الماء في الاناء».