«ورَقَتا» ترمب لإعادة انتخابِه.. حرب على إيران و«صَفقَة» القرْن؟

أوصلت الادارة الامیركیة ُ متعھدة افتعال الأزمات وإشعال الحروب، الأمور في المنطقة الى حال غیر مسبوقة من التردّي والتوتّر، على نحو یُنذر بخروج الأوضاع عن نطاق السیطرة وانفلات الفوضى فیھا, لن تستطیع حاملات الطائرات وبالتأكید سرب القاذفات الإستراتیجیّة, ّ التحكم بھا أو ضمان تحقیق انتصار امیركي, في زمن لم تعد فیھ .«الإرادة» الامیركیة وحدھا تنظم حركة المیادین او تضبطھا وفق ایقاع جنرالات البنتاغون وإذ ّ تجمعت فجأة سلسلة من التسریبات ُ الم َ برمجة بدأتھا صحیفة وول ستریت جورنال المعروفة ارتباطاتھا الاستخباریة وقربھا الشدید من المجمع الصناعي العسكري المالي, بـ«الكشف» عن خطط ایرانیة لاستھداف القوات , ولم تنتھ بالطبع مع إلغاء بومبیو زیارتھ لبرلین بسبب «مسائل ُ مِل ّحة»، الامیركیة في الشرق الاوسط براً وبحراً وھبوطھ فجأة في بغداد ُ متھماً طھران بتصعید أنشطتھا بشكل مبالغ فیھ في المنطقة. فإن ما «كشفتھ» ایضاً صحیفة «اسرائیل الیوم» (وھي صحیفة نتانیاھو التي اصدرھا ملیاردیر كازینوھات القمار الیھودي الامیركي شیلدون أدلسون خصیصاً لدعمھ) عن «وثیقة» یتداول فصولھا ِ «الس ّریة» موظفو وزارة الخارجیة الاسرائیلیة لصفقة ترمب، یندرج في إطار لعبة الإرباك المقصود على نحو یترك المنطقة..شعوبھا والانظمة (بما فیھا التي تزعم صداقتھا وشراكتھا الاستراتیجیة مع واشنطن), نھباً للشكوك وانعدام الیقین ویحول دونھا واتخاذ قرارات او تبنّي مواقف او خیارات .حاسمة, بانتظار ما یقرره سید البیت الابیض ورھط مستشاریھ من الیھود والمتصھینین حرب امیركیة على ایران تبدو ُ مستبعَدة لاسباب لیس أقلھا ان ایران لیست عراق 2003 ,والاوضاع الاقلیمیة بعد ستة عشر عاماً من الفشل الامیركي الموصوف في العراق وافغانستان لا تسمح لترمب الساعي الى تجدید ولایتھ، بالذھاب الى حرب غیر مضمونة النتائج. ً كذلك في ظل الازمات والتوتّرات التي یفتعلھا مع دول عدیدة كالحرب التجاریة مع الصین, والتي ستبدأ غداً برفع الرسوم الجمركیة على سلع صینیة بملیارات الدولارات, وفي ضمنھا ایضاً التھدیدات الرعناء بغزو فنزویلا وعسكرة الازمة الاوكرانیة, والمناورات التي لا تنتھي في سوریا, وعدم حسم خیاراتھا في ما إذا كانت ستواصل دعم مرتزقتھا في قوات سوریا الدیمقراطیة (قسد) لتجسید مشروعھا الانفصالي, ام تقوم بركلھم واحتضان حلیفھا الاطلسي/ العثماني اردوغان الذي یعیش ھو الآخر وسط ازمات متدحرجة من صنع یدیھ قد تعجل .في خسارتھ مستقبلھ السیاسي والشخصي العدّ العكسي لإعلان صفقة ترمب اقترب, إذا ما أخذنا في الاعتبار ّ الموعد الذي حدّده مستشاره وصھره كوشنر, بأن تفاصیلھا ستُعلَن بعد شھر رمضان, ً واتكاء على تسریبات صحیفة نتنیاھو عن دولة «فلسطین الجدیدة» التي ستُقام وفق الصفقة البائِسة, التي تعني ضمن أمور اخرى دفن القضیة الفلسطینیة وتكریس شعبھا مجرد ارقام دیمغرافیة معروضة للتوطین والبیع والشراء.. بمعناه السیاسي بل والإجرائي مثل جریمة الإتّجار بالبشر, بین حكومات المنطقة ودول . ُ اخرى م ّرشحة لاستقبالھم یّھما ستكون أولویة «الفشل».. صفقة القرن أم حرب على ایران؟ ِلأَ .الانتظار لن یطول .. kharroub@jpf.com.jo محمد خروب