نعم أبناء العشائر الأردنية 'دقوا باب الخزان'
- كتب بسام بدارين - الأردن بعد حراك نخبة المحافظات والعشائرالذين تحكم الطيبة والشرف خطابهم وسلوكهم وهتافهم .
.. نعم وبكل تأكيد تحمل عبء المطالبة بالإصلاح وكلفته في الأغلب الأعم الأردنيون الطيبون في الأطراف ممن لم تلوثهم بعض الخطايات الحزبية أو تحركهم الأجندات الضيقة وهؤلاء دون غيرهم عركتهم التجربة وكانوا دوما في الميدان وتحت الشمس الحارقة وتقدموا علينا جميعا نحن أبناء الأحزاب والتنظير والتفلسف الذهني.
ولا شكوك لدي إطلاقا بان عمان- كل عمان- قصرت مرتين .. الأولى عندما حاول بعض فهلويتها من أدعياء السياسة والمعارضة وأصحاب الصوت المرتفع ركوب موجة الطيبيين في المحافظات وإستغلالها واللهاث وراءها لمصالح شخصية وضيقة,والثانية عندما إمتنعت العاصمة بثقلها عن المشاركة وتقديم الدعم لحراك الشارع الإصلاحي..
ولا شكوك إطلاقا بان نقابة المعلمين التي يعود الفضل فيها للأطراف حصريا لن تشمل في ظلالها إلا من دفعوا الكلفة والتضحية من أجل إنجازها فمن لم يتحرك من معلمي عمان أو غيرها ولم يكن جزءا من الحراك لأي سبب مهما كان منطقيا أو شرعيا سيستظل كغيره وقبل غيره بشجرة النقابة التي أنجزها أبناء المحافظات.
ولا شكوك إطلاقا بأن منظومة النزاهة الدستورية في إدارة الإنتخابات التي يصيح الشارع من أجلها لن تتضمن نصا في النهاية يدقق في سجل الأحوال المدنية للمستفيدين من إنتخابات نزيهة فيحرم بعض المنابت من النزاهة ويخصص بعض التزوير لأخرى.
ولا شكوك بان أصوات الأطراف المرتفعة التي تدعو لمحاسبة الفساد لم تبرمج بوصلتها على توقيت الأصل والمنبت فالفساد لا وطن ولا دين له والفساد مؤسسة لا تعرف بأي حال الجغرافيا ولا تعترف بالديمغرافيا.
وبالتأكيد.. من خرجوا للصياح في الشوارع ضد تزوير الإنتخابات هم من لا تمثيل لهم في الصندوق وبالتأكيد أسس محمد السنيد ومصطفى الرواشده وغيرهما من أبناء المحافظات وطنا أفضل لإبني في عمان فالمسألة لا تتعلق ولم تتعلق يوما بالمحاصصة بقدر ما تتعلق بمن تجرأوا قبل غيرهم على {دق باب الخزان} فدفعوا كلفة المواجهة لكي نحصل نحن في عمان وغيرها على الثمار مستقبلا.
وبالتأكيد لن تطلب المحكمة الدستورية بعد إنشائها- بإذن ألله- صورة من دفتر العائلة او بطاقة الهوية للتدقيق في أصل ومنبت من لجأ إليها والوسط الفلسطيني العاقل في الأردن إذا وافقنا مجازا على وجود التسمية يفهم بأنه عمليا لا يمكن تقسيم الإصلاح لجزء من المجتمع والتركيبة وترك الباقي فذلك درس نعيه جميعا ولا يحتاج لمحاضرات وتنظير فالإصلاح المؤسسي إصلاح .. الجميع يحتاجه والجميع يستفيد منه وقبل الناس بصرف النظر عن أصولهم النظام والدولة .
ومشكلة الوسط الفلسطيني- إذا جازت التسمية مرة أخرى- أنه عالق حتى اليوم لأسباب نفهمها جميعا في تلك المسافة والمساحة الرمادية فثمة ما سيقال ويحاك في العتمة إذا تحرك إصلاحي وثمة ما سيقال إذا لم يتحرك وشاهدنا على ذلك ما حصل بعد أحداث الدوارلكن تلك برأيي الشخصي ليست حجة والواقع أمامنا يقول بوضوح بان أبناء العشائر والمحافظات {دقوا باب الخزان} بإسم الجميع فطوبى وشكرا جزيلا لهم ليس لإنهم يضايقون النظام بل لإنهم يسعون للحفاظ عليه ويريدون دولتهم الأردنية وانا معهم بكل وضوح أريد إستعادة دولتي الأردنية كما عرفتها في الماضي.
بالمقابل نعم هناك وسط حراكنا أصحاب أجندات يسعون لعملية إصلاحية مبوصلة على إتجاه محدد يفتت المجتمع ويقسم بين الناس ويطال حقوقهم.
وهناك وسط نخبة النظام من تذاكى وتجاهل قصدا تعريف وتحديد المواطنة والإجابة على السؤال التالي بدقة: من هو المواطن الأردني؟... وهذه لعبة بيروقراطية أهدافها توفر أرضية للعبث رسميا في المجتمع عند الحاجة.
وثمة موتورون لم يفهموا حراك المحافظات المدهش بالمساحة الوطنية الرحبة لأصحاب ورواد هذا الحراك ويحاولون ركوب الموجة وتوظيفها لصالح إتجاهات إنعزالية وإنقسامية وتحريضية وتفتيتية .. من ينكر وجود هؤلاء يضر بحراك المحافظات ولا يريد رصد ورؤية الحقيقة.
ونعم في المشهد ثمة مبادرات إصلاحية طيبة للنظام وللقيادة لا يمكن إنكارها وثمة صبر وقرار بإستبعاد خيارات العنف في مواجهة الحراك لابد من تسجيله أولا ثم إحترامه وهي مبادرات لا زالت منقوصة وتكشف عيبا كبيرا في المؤسسة ولا بد من تطويرها والبناء عليها.. وفي المشهد نفسه ثمة إتجاهات معاكسة لأحلامنا في الإصلاح والتغيير داخل النظام وفي المؤسسة البيروقراطية وهي إتجاهات ليس سرا إطلاقا بأن من يقودها بالتوازي نخبة الحرس القديم والبيروقراطية وهم أيضا من أبناء العشائر والمحافظات في أغلبهم.
ونعم بيننا أحيانا من لا يتحدثون بلغة واحدة وواضحة ومحددة أو موحدة وهؤلاء {يكذبون} ثم يحاولون تصديق الكذبة عندما يميزون بين دعاة الإصلاح ويشككون بأهداف البعض منهم وكأنهم قادرون على إختراق النوايا رغم ان كل ما يفعلونه هو إختلاق الإنقسام وإحتراف توزيع ألإتهامات المعلبة خصوصا تلك التي تحمل عنوان الترويج للوطن البديل. وكلمتنا بإختصار في المحصلة هي التأكيد على أن الحراك المدهش لأبناء العشائر الذين سبقوا الجميع ويدفعون الكلفة لا يستهدف أبدا إنتاج إصلاح مرسوم على قدر مساحتهم فقط فذلك غير ممكن عمليا وغير ممكن بسبب قومية وعروبة ووطنية ونقاء سريرة الغالبية الساحقة من أبناء العشائر الأردنية .
وبالمقابل التثبت بأن دعاة الإصلاح والتغيير موحدون في أهدافهم النبيلة وليس من الإنصاف إطلاقا إتهام بعضهم بالوطن البديل بدون ادلة وبراهين وعلى إفتراض أن خطتهم في النهاية هي المحاصصة ليس إلا فذلك معيب ومعيق للإصلاح الحقيقي .
' كاتب اردني