كلام حميم عن العراق والأردن

الدولة العبّاسیة وعاصمتھا التاریخیة بغداد، بدأت في الحمیمة الأردنیة، وإذا كانت الصحراء الممتدّة بین البلدین تتحدّث ّ فستقول إن ّ طرقھا كانت عامرة عبر التاریخ، بالتجار والعسكر والسیاسة، وإذا كان التأریخ یكذب أحیاناً، فالجغرافیا لا !تعرف الكذب وتستغرق الرحلة الجویّة إلى بغداد نحو ساعة فقط، ولكنّھا كانت ممنوعة علینا أیّام الحصار الطویل، وھكذا فكنّا نذھب إلى ھناك بحافلة تأخذ من یومنا كلّھ وبعض لیلنا أیضاً، على أنّھ لا بدّ ّ للأردني من بغداد مھما طال السفر، وأظن ّ أن .ذلك كلّھ كان یحصل مع العراقیین، بالطریق المقابل ّ ا في بغداد نتجول في الشوارع والأزقة الحمیمة، وإذا بصدیقنا عبد الله العتوم یفترق عنّا، في یوم من أیام زمان، كنّ ّ ویعود بعد قلیل ببضاعة تسوقھا لأنّھا أعجبتھ بنوعیتھا وسعرھا، ولكنّ ّ نا اكتشفنا في الفندق أن العلامات علیھا تقول: ! ُصنع في الأردن ّ في عم ّ ان، ھناك عراقیون كثر، والمطاعم والأحیاء والأغاني المنبعثة تدل علیھم، والمسقوف صار أكلة مطلوبة وأحسنھا من السمك الآتي من دجلة، وھناك شارع في الرابیة صار یُ ّسم ّ ى شارع العراقیین، مع أن إسمھ الرسمي لیس .كذلك بالطبع ّ بیل الحصار، في محاولة یائسة منھ لمنع امتداد الشر، كانت طائرة الحسین بن طلال آخر واحدة تصل وتغادر بغداد قُ ّ ل كل الأطراف ّ وكانت طائرة عبد الله بن الحسین أو ّ ل طائرة تھبط على المدرج نفسھ لفك ّ الحصار، وتضم وفداً مثّ .الأردنیة برئاسة المھندس علي أبو الراغب لم یھنأ العراق منذ أربعین سنة بیوم واحد من الھدوء، فالحرب مع إیران واجتیاح الكویت وحرب «عاصفة االصحراء» والحصار واحتلال بغداد والفتنة الطائفیة وموجات الارھاب المتكررة، كلّھا أنھكت جسد البلد الحبیب، .ولكنّھ ینھض الآن من جراحھ وأوجاعھ متعافیاً بإذن الله، لیعود البلد الذي لا تكتمل العروبة إلاّ بھ ّ ما نشھده ھذه الأیام من تطو ّ رات إیجابیة في العلاقات الأردنیة العراقیة ھو عودة القطار إلى السكة، والاتفاقات الجدیدة ! ّ تعد بالكثیر من الرخاء للبلدین، وما دامت طریق بغداد عم ّ ان سالكة فالخیر سیمر عبرھا بالضرورة، وللحدیث بقیة