فراعنة هذا الزمان
الحمد لله الذي انزل علينا القرآن كتابه العظيم ورسالته الخاتمة إلى كل البشر في كل زمان ومكان ، وهو كله وحدة واحدة بما فيه من آلايات البينات وبما فيه من القصص القرآنية التي نزلت لتكون تذكرة وعبرة للبشر وموعظة للمتقين ، قال تعالى في كتابه الكريم :
﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾(النور: 34)
وقال عز وجل :
﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾(يوسف: 111)
نعم ان في قصص القرآن الكريم عبرة لمن يعتبر ومن القى السمع وهو شهيد ، وان ما جاء بالقرآن من قصص فرعون وزبانيته ليست عنا ببعيد ، ما اشبه زمن موسى عليه السلام وقصته مع فرعون اللعين بزماننا هذا ، وما كانت تعانيه من وقت قريب الشعوب المستضعفة في تونس ومصر وليبيا من فراعنة هذا الزمان الذين طغوا وتجبروا في البلاد والعباد ، وما يعانيه الشعب اليمني من صالح ، وما يعانيه الشعب السوري من الفرعون الطاغية بشار ومن زبانيته الملاعين ، الم تكن قصص القرآن عن فراعنة الزمن القديم كافية لهذه الشرذمة من حكام هذا الزمن ليعتبروا منها وليعلموا ان الله يمهل ولا يهمل وان الله اذا اخذ الظالم بظلمه لا يفلته ابدا ، ام انهم ينكرون القرآن وما ورد به من الامثال والقصص ، ام على قلوب اقفالها ،
طغوا وضلوا وتلذذوا بحكم الشعوب واسعبادهم واستضعافهم حتى ظنوا انهم مانعتهم قصورهم وحصونهم وزبانيتهم من الله ، الا بعدا للقوم الظالمين ، الا بعدا للقوم الفاسقين ،الا بعدا للقوم الجاهلين
وقال تعالى :
﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾(النور: 35)
ومعجزة القرآن الكريم مستمرة إلى يوم القيامة الى ان يرث الله الارض وما عليها ، في أسلوبه ، وفي بلاغته ، وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر من الأعصار ، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون ؛ يدل على صحة دعواه … فعم نفعه من حضر ومن غاب ، ومن وجد ومن سيوجد"
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ*وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (صّ:88)
وقال تعالى :
طسم (1) تلك آيات الكتاب المُبين (2) نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقومٍ يؤمنون (3) إنَ فرعونَ علا في الأرض وجعلَ أهلها شِيَعاً يستضعفُ طائفةً منهم يُذبِحُ أبناءهم ويستحي نساءهم. إنهُ كان من المُفسدين (4) ونُريدُ أن نَمُنَ على الذين اسْتُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين (5) ونُمَكِنَ لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون (6) سورة القصص
وقال تعالى :
فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (136) وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها, وتَمت كلمةُ ربك الحُسنى على بني إسرائيل بما صبروا, ودمرنا ما كان يصنعُ فرعون وقومهُ وما كانوا يعرِشُون (137) الأعراف.
وقال تعالى :
( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )
نعم ونحن نقول لك يا فرعون سوريا انك بأذن الله ستكون مع من سبقك لخلفك آية ، وتكونوا جميعا عبرة لكل من يأتي بعدكم ، لان هذه سنة الله في خلقه ، وهذا هو مصير كل فرعون ظالم ، وان العاقبة والتمكين دائما للمتقين
ونقول لأهلنا في سوريا وغيرها انه لا نجاة لكم إلا بسواعدكم وبتوفيق ونصرِ رب العالمين لكم كونوا مع الله فهو وليكم وهو خير الناصرين
قال تعالى:{إنما وليُكم الله ورسولهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة وهم راكعون 55 ومن يتولَ الله ورسولهُ والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون 56} المائدة. .
وقال تعالى :
{ولا تحسبنَ الله غافلاً عَمَا يعملَ الظالمون. إنما يؤخرهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار 42 مُهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتدُ إليهم طَرفُهم وأفئِدتُهم هواء 43 وأنذرِ الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخِرنا إلى أجلٍ قريب نُجب دعوتك ونتبع الرُسل. أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال 44 وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبينَ لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال 45 وقد مكروا مكرَهم وعند اللهِ مكرُهم وإن كان مكرُهم لتزول منهُ الجبال 46 فلا تحسبنَ الله مُخلف وعدهِ رُسله. إن اللهَ عزيزٌ ذو انتقام 47} سورة إبراهيم.
ونقول لفراعنة هذا الزمان ان لم تستفيقوا من غفلتكم قبل فوات الاوان وقبل ان لا ينفع الندم فان موعدكم الصبح لا محالة وان الصبح قريب هذا وعد الله وان الله لا يخلف وعده وان الله دائما مع المتقين