مبعوثان اميركيان يحملان مبادرة للفلسطينيين لمنع «استحقاق أيلول»
يصل الى اسرائيل مبعوثان عن الرئيس الاميركي، هما دنيس روس ودافيد هيل غدا الاربعاء، بهدف البحث في تفاصيل مبادرة اللحظة الاخيرة لمنع الخطوة الفلسطينية التوجه بعد اسبوعين الى الجمعية العمومية للامم المتحدة بطلب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها كعضو في الامم المتحدة، بحسب مصادر إسرائيلية. ويلتقي الرجلان مع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء سلام فياض كما يجتمعان مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيسي فريقيهما المفاوضين.
وتقوم المبادرة الجديدة على اساس خطابين القاهما الرئيس اوباما في ايار الماضي وفي مركزهما المفاوضات على اقامة دولة فلسطينية في حدود 67، مع تبادل للاراضي متفق عليه، الى جانب اعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة يهودية. وحسب مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب، لصحيفة «نيويورك تايمز»، ترمي المبادرة الامريكية الى احراج الفلسطينيين وعرضهم بانهم الطرف الرافض. وأن هدف الرسائل هو تقليص الاغلبية التي لدى الفلسطينيين في الجمعية العمومية وحمل الرئيس عباس على اعادة التفكير بالخطوة.
في السياق، جدد نتنياهو أمس دعوته للرئيس عباس للدخول في مفاوضات مباشرة والتخلي عن طلب الحصول على عضوية فلسطين في الامم المتحدة. وقال نتنياهو عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم «هو يستطيع ان يأتي الى القدس وانا استطيع ان اذهب الى رام الله او نستطيع كلانا الذهاب الى بروكسل». وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو ان رئيس الوزراء شدد على» الاهمية القصوى» لاجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. واضاف نتنياهو «انه ياسف لان القيادة الفلسطينية اختارت الامتناع عن الحوار المباشر مفضلة التوجه الى الامم المتحدة وهي خطوة ستؤدي الى طريق مسدود»، على حد زعمه.
وكشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مرتين هذا العام وان اخر لقاء بينهما كان قبل عشرة ايام. وقال عضو الكنيست العربي احمد الطيبي ان عباس اعلن ذلك خلال لقائه مع صحافيين ومثقفين اسرائيليين موضحا ان اخر لقاء مع باراك كان في 24 اب وبحث ترتيبات الحياة اليومية للفلسطينيين. لكن الطيبي رفض الافصاح اذا ما تناول اللقاء المفاوضات المتعثرة بين الجانبين. ونقل الطيبي عن عباس انه قال خلال اجتماعه مع الوفد الاسرائيلي انه «تقرر التوجه الى الامم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين بعد اغلاق ابواب المفاوضات من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لاننا لم نحصل على شيء فان الشكل الطبيعي ان نسعى لتحقيق حق تقرير المصير لشعبنا من خلال عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة».
واضاف «ان عباس شدد اننا لا نريد نزع الشرعية عن احد بل نريد اعطاء الشرعية لنا كشعب فلسطيني ونريد انهاء الاحتلال عن ارضنا». واوضح الطيبي «ان عباس توقع ان تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضد التوجه الفلسطيني لمجلس الامن». واضاف «بعدها سنعود الى الى فلسطين ونحن منفتحون على العودة للمفاوضات لكن ليس مع استمرار الاستيطان». واشار الطيبي الى ان عباس قال انه «شدد امام الوفد الاسرائيلي اننا نريد انجاز الاستقلال بوسائل سلمية ولذلك لا ارى حاجة او سببا لرفض الخطوة الفلسطينية».
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية وفا «ان المثقفين الاسرائيليين المشاركين في اللقاء مع عباس اعربوا عن دعمهم ومساندتهم للجانب الفلسطيني في توجهه للأمم المتحدة. ونقلت «وفا» عن الكاتب الاسرائيلي سيفي راخلفسكي ان «الاستقلال الفلسطيني هو حلم كل الاحرار، ومن يبحث عن العدل في العالم، لذلك نحن نطالبكم بالاستمرار والتقدم بالطلب العادل إلى الأمم المتحدة، ونتمنى لكم النجاح والتوفيق». وكما نقلت وكالة (وفا) عن وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق اهارون ليئيل ان «على اوروبا واميركا وخاصة الرئيس باراك اوباما ان يشعروا بالخجل اذا صوتوا ضد الطلب الفلسطيني لان الشعب الفلسطيني يستحق دولة كباقي شعوب العالم».
من جانبها قالت النائب السابقة يئيل دايان «ان الاحتلال يجب ان ينتهي وان يزول وان يحصل الشعب الفلسطيني على استقلاله الذي هو حق كفلته المواثيق الدولية». وقال المؤرخ يهودا باور «لا يحق لاحد ان يمنع الشعب الفلسطيني من الحصول على دولته المستقلة، وان تعرفوا دولتكم كما تشاؤون فهذا حق للشعوب، وهو حق لكم كشعب فلسطيني».
وكان عباس قال مساء أمس الأول الأحد خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح لمناقشة التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة «ان الذهاب الى الامم المتحدة هو من اجل نيل عضوية فلسطين الكاملة في الهيئة الدولية، ومن ثم العودة الى المفاوضات على اسس واضحة ومحددة». واضاف «ان الجانب الفلسطيني اتخذ القرار بعد وصول المفاوضات الى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية لكل الاتفاقيات الموقعة، وإصرارها على عدم وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والتنكر لقرارات الشرعية الدولية». واكد «ان الجانب الفلسطيني مستعد لسماع اية اقتراحات تعيد الجانبين إلى طاولة المفاوضات، على اساس وقف الاستيطان والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 والسقف الزمني المقبول».
في السياق، أعلن منسق الحملة الوطنية الفلسطينية «دولة فلسطين 194» احمد عساف ان هذه الحملة ستنطلق بعد غد الخميس من امام مقار الامم المتحدة في فلسطين وعدة عواصم عالمية. وقال عساف مساء الاحد «قررنا ان تنطلق الحملة الوطنية الفلسطينية بعنوان +دولة فلسطين 194+ من امام مقرات الامم المتحدة في فلسطين بما فيها من امام قر المنظمة الدولية في قطاع غزة ولبنان وكل مدن الضفة الغربية». وقال ان الحملة ستبدأ بتسليم رسائل الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تطالب المنظمة الدولية بعضوية كاملة في الامم المتحدة عنوانها دولة فلسطين 194 في الامم المتحدة». وقال ان حوالي اربعمائة متطوع ومؤسسات حكومية ومنظمات اهلية وبلديات يعملون ليل نهار من اجل نجاح هذه الحملة. وتابع ان الحملة تحضر لحملة اعلانية واسعة وتستعد لتنظيم مسيرات حاشدة في كل المدن الفلسطينية وفي خارج الوطن، ذروتها «يومي افتتاح الجمعية العامة في 21 ايلول ويوم خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية العامة لحث العالم على الاعتراف بدولة فلسطين والتصويت لصالحها».