شركات لاستفزاز المواطنين

ھناك إجماع لدى الأردنیین مواطنین ومسؤولین على أننا نمر بظروف اقتصادیة قاسیة, لھا تأثیر كبیر على أعصاب الأردنیین تجسد حالة توتر سیطرت على حیاتھم، بصورمختلفة من العنف اللفظي والمادي, منھا مئات المشاجرات التي تقع یومیاً، مما یفرض علینا جمیعاً المساھمة في التخفیف من أجواء التوتر بالامتناع عن ما یستفز أعصاب .المواطنین ویدفعھم إلى ممارسة العنف مناسبة ھذا الكلام أن الكثیر من شركات الخدمات التي لاغنى للمواطن عنھا تتصرف بطریقة تزید حجم استفزاز المواطنین، ومن نقمتھم على أداء الحكومة، أي أن لتصرفات ھذه الشركات مردوداً سیاسیاً واجتماعیاً یجب أن ننتبھ إلیھ من خلال منع ھذه الشركات عن الممارسات المستفزة, كقطع التیار الكھربائي لمدة طویلة بحجج مختلفة، دون .النظر إلى الخسائر المختلفة التي یتعرض لھا المواطنون جراء ھذا القطع أسباب كثیرة تتذرع بھا شركة الكھرباء لممارسة عقوبة قطعھا عن المواطنین، وأنا ھنا أتعمد استخدام كلمة عقوبة، لأن قطع الخدمات الاستراتیجیة عن المواطن ھو عقوبة تشل حیاتھ أو على الأقل تمنعھا من مسارھا الطبیعي، ما یوجب تدخلا رسمیا لمنع ھذه العقوبة، خاصة عندما یكون أداء ھذه الشركات سبباً من أسباب تراكم الفواتیر على المواطن، لتداھم الشركة ربات البیوت بخیارین ھما: إما الدفع الفوري وإما قطع الكھرباء، وفي الغالب یقع القطع لأن سیدة المنزل لا تحمل قیمة الفواتیر المطلوبة، والتي لم تصل بانتظام لأسباب یقول بعض العارفین أنھا مقصودة, فالشركة كما یقال تمنح مكافأة على كل عداد یتم قطع التیار عنھ لمن یقطع ھذا التیار، مما یجعل من مصلحة بعض ..العاملین عدم إیصال الفواتیر وتراكمھا، لیكون ذلك مبرراً للقطع وطریقا للوصول إلى المكافأة قراءة بنود فاتورة الكھرباء ھي الأخرى تستفز المواطن، من ذلك أن المواطن یدفع ثمن عداد الكھرباء فور اشتراكھ .بالكھرباء، لكن الفاتورة الشھریة تتضمن خانة أجرة للعداد تتقاضاھا الشركة شھریاً فما تفسیر ذلك؟ الحدیث عن شركة الكھرباء ھو مثال عن دور شركات الخدمات في خلق أجواء التوتر في البلاد، وھو التوتر الذي ینعكس نقمة على الحكومة، فلیس حال شركة المیاه أفضل خاصة في فواتیرھا اللامنطقیة في معظم الأحیان، ناھیك عن سیاسة قطع العدادات بالإضافة إلى عدم وصول المیاه إلى معظم الأحیاء، بالإضافة إلى عدم التقید بمواعید ضخ المیاه إلى الكثیر من الأحیاء، مع غیاب العدالة في ھذه المواعید، ففي الوقت الذي لا تقطع فیھ المیاه عن أحیاء فإن .أحیاء لا تصلھا المیاه إلا لیوم أو بعض الیوم في الأسبوع أما شركات الاتصالات فحدث ولا حرج عن أسالیب استفزازھا للمواطنین،ابتداء من قطع الخدمة وصولاً إلى ارتفاع كلفھا، مروراً بتغیرھا بنود عقودھا من طرف واحد، وكل ذلك یصب الزیت على نیران توتر المواطن وغضبھ، مما یستدعي تدخلاً حاسماً من الحكومة، لضبط إیقاع شركات الخدمات حتى لا تتعاظم الكلف السیاسیة والاجتماعیة بلال حسن التل .لتصرفات ھذه الشركات Bilal.tall@yahoo.com