رجوع إلى منزلي الأوّل

یُھاجر القَلم، كما یُھاجر البَشر، إلى أنحاء المتاح من مساحات الرزق ّ الحرة في أرض الله الصحافیة الواسعة، ّ ولكن العودة ّ تظل الھدف، فلیس مثل مكان الولادة مكان، ولیس مثل المنزل ّ الأول منزل، ولیس مثل ّ الحب الأول ّ حب، ومع الاحترام والتقدیر لعشرات الأماكن والمنازل والبیوت التي تنقّل فیھا قلمي، فقد كانت (الرأي) في الصحافة الأردنیة ّ ي الأول !مكاني وحبّ الیوم، أكتب فیھا بعد غیاب طویل، ّ ولكن قبل ذلك الترحال الاضطراري كان لي ھناك فیھا حضور طویل طویل، لت في أقسامھا واحداً واحداً، وفي یوم طلب منّي مؤسس قسم الریاضة فیھا، الراحل الحبیب وأكثر من ذلك، فقد تنقّ !نظمي السعید، أن أكتب في صفحاتھ «تجربتي الریاضیة»، ففعلت وحتى ھذا المكان الحمیم، في الصفحة الأخیرة، الذي ّ تحتل كلماتي مساحتھ منذ الیوم، فلست غریباً عنھ، وقد كتبت فیھ غیر ّ مرات، ّ أما ّ ممرات وأزقة (الرأي)، فقد شھدت خطواتي، ّ وأما الزملاء فیھا فھم إخوتي الحقیقیون، ّ وأما ّ القراء . ّ فكان لي عندھم حص ّ ة شكلت علامة فارقة في وجداني، ووشماً على جدار قلبي لھذا: أنا الیوم أرجع، فأحتفل بیني ونفسي بفرح الشیخ الذي عاد إلى صباه، وشغف الطفل الذي وجد حضن أ ّمھ، وثورة الشاب الذي یُرید تغییر الواقع ّ المر لیعود قمراً وربیعاً، وبین ھذا وذاك وذلك، فأنا أعلن على الملأ بیان اعتمادي .المتجدّد: لن تكون كلماتي إلاّ للناس، كما كانت، وستكون الرأي) لیست صحیفةً سیّارةً، تُقرأ وتُرمى، بل ھي حیاة على شكل أوراق وشاشات وتاریخ وحاضر ومستقبل، قد) تكون خذلتھا أیام قلیلة، ولكنّھا تتجدّد عبر الزمن، وتعود إلى حیث ھي: الربیع ُ الم ّ بكر، المزھر، الواعد بالاعلام ...الأردني الجدید بإذن الله، وللحدیث بقیة باسم سكجھا