الانقسام الفِلسطيني المُتفاقِمْ.. فصائِل «اليَسار» نَموذَجاً (2-2)

ّسھا أحد قادة حركة فتح لأول مرة منذ أزید من لعل من أبرز «ضحایا» تشكیل الحكومة الفلسطینیة الجدیدة, التي ترأ عشر سنوات وخصوصاً بعد سیطرة حركة حماس على قطاع غزة في العام 2006 ،ھو ّ «التجمع الدیمقراطي ِحة الآن) خمسة فصائل وأحزاب یساریة إضافة إلى شخصیات مستقلة, كانت الفلسطیني» الذي ضم في تشكیلتھ ُ (المترنّ لھا ارتباطات بھذا الشكل أو ذاك بتلك الفصائل والأحزاب. وھي الجبھتان الشعبیة والدیمقراطیة, والمبادرة الوطنیة .(وحزب الشعب والاتحاد الدیمقراطي (فدا وإذ لم ِ تمض سوى أقل من أربعة أشھر على ولادة ھذا التجمع رسمیّاً (3 /1 /2019 ,(الذي بدا للحظة وكأنھ «إفاقَة» دوره حدود التبعیة, للحركة ُ الم ِھیمنة على المشھد الفلسطیني وھي ِ ّ لسطیني فقد الكثیر من ھالتھ ُ وتراجع ُم ّ تأخرة لیسار فِ فتح، وبخاصة ُ تفاؤل البعض بأن ھذه الیقظة وإن جاءت ّ متأخِ رة, إلاّ أنھا قد ّ تؤسس لـ ٍ «تیار ثالث», ِ یكسر «ثُنائیة» فتح ـــ حماس, تلك الثنائیة التي «كبّلَت» المشروع الوطني الفلسطیني ّ وعر َضتھ لمخاطر جسیمة, بعد أن إرتھنَتاهُ لمصالحھما الحزبیة والفصائلیة وطموح قیاداتھما ِ الشخصیّة, وخصوصاً أن التفاؤل بقیام ھذا ّ التجمع, ھو الشعور ّ بأن من ِ یقفون خلفھ انما یریدون استدراك أنفسھم واسترداد بعض إرثھم النضالي, الذي كاد یُطمس ویضیع ً ھباء. وأن بمقدورھم التوافق على قواسم مشتركة بعیداً عن الاصطفافات الأیدیولوجیة أو التمتّرس عند الاختلافات النظریة والمرجعیات الإشكالیة, التي میّزت صراعات الیسار وعداواتھ العبثیة, التي أفسحت المجال لھیمنة «الیمین» . ُ الفلسطیني, بتشكیلاتھ وتسمیاتھ ومعسكراتِ ُ ھ المختلفة ُ د, بعد أن اشتعلت الخلافات وصدرت البیانات والبیانات المضادة التي شيء من ھذا التفاؤل یبدو أنھ في طریقھ إلى التبدّ ِ تغمز من ھذا الفصیل أو ذاك، وتُھدّد بـ «فرط» ِ عقد ھذا التجمع, بعد أن استعاد «الرفاق» لغة التشكیك والإستعلاء والرطانة العربیة (إقرأ الرسمیة) عن ّ «التدخل في الشؤون الداخلیة لھذا الفصیل أو ذاك», وعن رفض احتكار الوطنیة ٍس تبریري وملَفّق, وبخاصة أن الحدیث یدور عن أول ٍ «تحد» وغیرھا من ُ المصطلحات ّ الممجوجة والمحمولة على نَفَ (أو اختبار) جاد وحقیقي ّ «للتجمع»...صیغة ُ وممارسة، یأخذ في الاعتبار مدى وعمق التوافق بین مكوناتھ, بعد ِ سامیة ونبیلة, تتمثل ضمن أمور , وبخاصة أنھ حدّد لنفسھ أھدافاً الإعلان رسمیاً عن برنامجھ الذي بدا طموحاً وعملیاً أخرى إسقاط صفقة القرن ُ ومجابھة التطبیع ومواجھة التحدیات ِ الراھنة, وفي مقدمتھا العمل على إنجاز توافُق وطني ّ بین كافة القوى الفلسطینیة, لتھیئة المناخات اللازمة لإنھاء حال الإنقسام الفلسطیني, في الوقت ذاتھ الذي أعلن مؤسسوه في وضوح «عدم ُ الم َشاركة في الحكومة الفصائلیة ُ الم َ قترحة, والإصرار على مواجھة تحدیات المرحلة الوطنیة .«والدیمقراطیة الراھنة, عبر تشكیل حكومة وحدة وطنیة شيء من ھذا لم یتحقّق إذ التحق بحكومة اشتیة.. حزب الشعب وفدا, ونال كل منھما حقیبة وزاریة ثانویة (زراعة وعمل) على التوالي. ما دفع بباقي أعضاء ّ التجمع إلى إصدار بیان یُ ِطالبھما العودة عن قرارھما َ المشاركة بالحكومة «الفصائلیة»، لكنھما-وقد ّ تعرضا لاحتجاجات داخلیة واستقالات جماعیة وأخرى فردیة - بادرا إلى اصدار بیانات .« ِ «ناریة» أعادَت للذاكرة حروب «قبائِل الیسار وعشائِره ُمؤسف أن تنھار بھذه السرعة, تجربة بدَت ِ واعدة, لكنھا أمراض السیاسة المحمولَة على ِ مصالح ِ شخصیة وحزبِیة ِقة . َضیّ kharroub@jpf.com.jo