ما قاله بيدبا الجنوبي إلى دبشليم الملك (لا تسرح على من كان راعي ولا تحرث على من كان قلاعي)
ما قاله بيدبا الجنوبي إلى دبشليم الملك
(لا تسرح على من كان راعي ولا تحرث على من كان قلاعي)
مرةً أُخرى وكما يقول الزميل الدكتور بسام الهلول أَفتَحُ النار على (مراصد الاطلاع ) بل أُحاول فك الارتباط بين ميكانزم وفوضى....أُفكك العلاقة بين مراصد الاطلاع وعلاقتها مع الدهماء أحاول كشف السؤال المركزي عن هذه المراصد وتربعها في عوالم الأطراف حيث مزاج النظم البالية والتي تحاول وعلى الدوام إبقاء حالة (المزلقة) و (المشغلة) لتُفرغَ الأمةَ من مضامينها وجواهر قضاياها وأشير بسبابتي ألشاهد اللعن إلى العقل الإستشراقي القائم على الخبث والمكر وهذا أقتباس من صديقي الجنوبي د.بسام الهلول.
ألغريب المُستغرب في زمن الأطراف المُستَضرَط أن هذه المراصد ما زالت تُمارس نفس الطقوس التي كانت في زمن العشرينات من القرن الماضي غير آبهة بثورة (النتويان) ولا بثورات الربيع العربي في مطلع الخريف الأردني وما زال دبشليم هو دبشليم ولو نطح بيدبا برأسه كل صخور الأردن ....لعمرك أنها الخمر القديمة ولكن في الجرار الجديدة في زمن التغافي والتغابي والتغافل عما يدور خارج الغرف المُغلقة وكأن الاستخفاف في عقول الناس جريمةٌ مغفورة سلفاً.
منذ بزوغ فجر الربيع العربي بل وقبل ذلك منذ تفتح الورد أقحواناً في نيسان وقبل (سيدي بوزيد )انتحر طفل في معان، والاحتجاج ألمطلبي بالإصلاح يتبرعم ويتركز في الأطراف وعلى الأخص في محافظات الجنوب الثلاث معان، الطفيلة، الكرك....والجديد في الوضع أن هنالك تمدد عمودي وافقي للمطالبة بالإصلاح الحقيقي الشامل، ومحافظات الشمال والوسط بدأت تتحدد فيها معالم الحراك وأصبح الاستفراد في محافظة لوحدها كما في أحداث الخبز بالكرك وكما قبل غزو العراق بمعان ضرباً من الجنون والخيال.
ولعل بخبثٍ ومكرٍ تُطالعنا (ألتسريبات) وعلى الدوام من (الهناك) ودائماً أبطالها مراصد الاطلاع والموعودون من أبناء الأطراف واخص بالذكر أبناء العِلات من جنوبنا السمح والذين رقدوا في (ألهناك) وهم من الجنوب ومن آلامه هم هناك يُرَوَجُ لهم تشكيل الحكومة القادمة وكما في الإشاعة الغير بريئة ثلاثةٌ ورابعهم رجماً بالغيب، وأخوف ما أخافه من أن يتصدر الأمر من محدثي النعم ذلك أنه في الأدب السائر في أدبيات الريف السوري وخصوصاً بادية الشام (لا تسرح على من كان راعي ولا تحرث على من كان قلاعي)، ثلاثتهم لم يسلموا من شُبهة المراحل السابقة والبداية من الأكاديمي الذي تقلد كثير المناصب ولم يُفلح في أي منها بل كان له باع في خراب العامر وما أحوال جامعتانا المتردية إلا شاهد عيان على الفردية وحداثة الفقير الشبعان، فكيف لابن قرية جنوبية حديث نعمةٍ يسكن قصراً في عمان أن يُحسب على الجنوب وكيف له أن يشعر بما يشعر به ابن الكرك أو معان جائعاًً كان أم طفران؟!.
وكيف للمخضرم بين المعارضة تارةً وبين الاقتراب من مؤسسات الحكم والموالاة فأول رقم ملايني في قضية شبهه في ثمانينيات القرن الماضي اقترن أسمه معها وفي حينها لم نكن نستطيع لفظ حتى رقم مليون لهول المبلغ ولضيق ذات أيدينا وجيوبنا المثقوبة بابتزاز السلطة، فكيف لهذا المرشح لرئاسة الحكومة أن يمتص غضب الجنوب ومحافظته الأبية التي رفضته جملةً وتفصيلاً في انتخابات قالت عنها السلطات أنها نزيهة.
أما أميرة العشق المُسافر في الفلك و أبنها الذي لم يعش فيها وربما تاه في الصحراء متوجها إليها لقلة خبرته في الطريق المؤدية إليها ولولا عابري السبيل لوصل خطأً إلى العقبة أو ربما تبوك.
كيف لأحد أبطال وادي عربة والرافضين لأية إصلاحات دستورية وفي لجنة التعديلات الدستورية التجهيلية التجميلية الترقيعية الخدعة المنطلية على مصدرها فقط ، وكيف لمن جال المناطق والمحافظات في الوسط والشمال مُحاضراً ومحاولاً التحشيد لوجهة نظر السلطات ولم يجرؤ يوماً على القدوم إلى الجنوب مُحاضراً...فكيف له أن يكون قرارا شعبياً يستجدي الهدوء في معان وفي الطفيلة وفي الكرك؟ فلرب سائلٍ يسأل ماذا عساه يفعل حينما نحتج في جنوبنا المقهور فهل سيُقَطِّعْ أيدينا وأرجلنا من خلاف؟!.
العزيز الغالي دبشليم!...ألم تسمع أن أهل الجنوب وبقيادة الكرك في الخمسينات أسقطوا حكومة ابن الكرك هزاع المجالي وما ادراك ما هزاع؟! ...هزاع ووصفي اللذين يتقزم معهما أصحاب الدولة وحديثي النعمة في عمان.... الم يطرق سمعك أن الكرك وأخواتها المحافظات فرضت حكومة سليمان النابلسي ذو المنبت الغرب نهري في خمسينيات القرن الماضي وارتضته نهجاً لتشكيل الحكومات المنتخبة قبل التآمر على حكومته وقبل عمليات مسخ الدستور المتكررة في غفلةٍ مِنا ؟!.
نحن يا سيدي نحتج في الجنوب على نهج أوصلنا إلى قعر بئرٍ مُظلمةٍ وننتظر أحد السيارة عله يُدلي بدلوه لنَعْلَقَ متشبثين برشائه كائناً من كان، ونفضل أياً كان على ابن الكرك أو معان أو الطفيلة إن توفر له شرط نظافة النهج وتعديل سلوك الحُكم الفردي....نحن لا نحتج لأننا نفتقد لوزراء من مناطقنا في تشكيلة الحكومات فهم كُثر في حكومة البخيت وأخواتها ولكن لا بركة لهم تُذكر.
نحن يا سيدي لا نشك في نظافة الدكتور البخيت وأنه أردني فلاح موظف لا يمتلك من أمره شيئاً إلا ما وفره من راتبه عبر سنين الوظيفة وربما ما ورثه من حلال مال أبيه!، حتى نُطالب باستبداله بجنوبي، ولو أنه شابته شائبة الكزينو ونثق انه لم يدخل جيبه فلسا واحداً حراماً ولكن نهج تعيين الحكومات هو سبب العلل والفساد والنهب والمخفي أعظم!...نحن في الجنوب وفي كل مناطق المملكة نُطالب التمديد للحكومة ولأي حكومة وليس هدفنا إسقاط الحكومات بقدر ما هو تغيير النهج الذي يأتي بالحكومات ويُطيح بها متى شاء وكيفما شاء والشعب كالجحش لا خيار له إن كلََ زيدٌ يمتطيه زياد ....وكما درجت عليه الحال يُستبدل البوم بالغراب لمأسسة الفساد والخراب و (ياما في الجراب يا حاوي) فليمد الله في عمر الحكومة إذا كان في نهاية النفق بصيص نور أو أمل!.... وزرعاً زرعته بالسلف ---- ما بدالي.... واللي زرع بالبور حقيق ما جاه .....ويا قانصن بالبوم يا مروحن بلا صيد---- هاك القشل يا قانصن بالحديه.
د. م حكمت القطاونه hekmatqat@yahoo.com tel:0795482538