من يجرؤ غير أردوغان على طرد السفير الاسرائيلي ؟

بعد تقرير هيئة الأمم المتحدة حول الهجوم على سفينة المساعدات التركية " مرمره " في ايار 2010 ، و الذي جاء منحازا بشكل سافر الى اسرائيل ، مما يعكس مدى تدهور مصداقية المنظمة الدولية ، فقد جاء القرار التركي قويا ومدويا على ذلك التقرير ، عندما اعلن وزير الخارجبة التركي داوود أوغلو ، عن طرد السفير الاسرائيلي من انقره ، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى ادنى مستوياته .

تقرير الامم المتحدة جاء منحازا لاسرائيل بشكل استفزازي ، وهذا يعكس مدى قدرة البيت الابيض واللوبي الصهيوني على التحكم بقرارات الامم المتحدة وتوجبهها ، وخاصة عندما يتعلق الامر باسرائيل وجرائمها اليومية ، والاخطر من ذلك بأن التقرير اعتبر الحصار على غزة حصارا قانونيا .

اخبار البلد : عصمت أرسبي - الرد التركي جاء فوريا ويعكس مدى حرص الحكومة التركية على كرامة تركيا والاتراك ، حيت اعلنت وقررت وبدون مناقشة الامم المتحدة ، وبدون الطلب من مجلس الامن الدولي للانعقاد كما يفعل العرب ، أن التقرير الاممي لا يعنيها وهو بالنسبة لها كأنه غير موجود ، وعملت على تجميد الاتفاقات الدفاعية ووقف التعاون العسكري بين البلدين ، وهي تفكر باتخاذ اجراء قانوني ضد المتسببين بالهجوم على السفينة التركية ، وهذا ما يقلق اسرائيل ويزعجها ، وهي مصرة على اعتذار اسرائيل ودفع تعويضات عما فعلت واقترفت .

تلك هي المرة الاولى التي تتجرأ فيها دولة اسلامية ولا اقول عربية ، بطرد سفير اسرائيلي من بلادها ، انها تركيا أردوغان التي لم تبلع كرامتها ولم ترضخ للاهانات الاسرائيلية والضغط الامريكي كما يفعل العرب ، تركيا تدافع عن كرامتها وحق شعبها ومن استشهدوا على متن السفينة " مرمره " . 

إن الموقف التركي هذا لم يسبقها اليه احد في العالمين العربي والاسلامي ، ولم يسبق أن تجرأت حكومات عربية ممن يقيمون علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، بأن تخطوا مثل تلك الخطوة التركية ، بحجة أن الابقاء على السفارة الاسرائيلية على اراضيها يساعد على مد الجسور فيما يخص عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل ، تلك العملية التي توفيت في مهدها ، وكنا نتمنى على مصر الثورة أن تخطو نفس الخطوة التركية ، عندما قتلت الطائرات الاسرائيلية خمسة جنود مصريين في سيناء قبل ايام ، او على الاقل تجميد اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر واسرائيل .

إن الغطرسة الاسرائيلية يمكن لها أن تتوقف لو وجدت من يتصدى لها ، والاهانات الموجهة للعرب يمكن أن تتوقف ايضا اذا وجدت من يوقفها ، ولكن الذي يبدوا أن العرب يرفضون الدرس التركي والاتعاظ به ، ويرفضون اصلا أن يستوعبوا الدروس والعبر ...