بتروح لحالها..

أكاد أجزم أن أول أمس الجمعة شھد نشاطاً ملحوظاً في قطاع «الملاحم» و«المعّاطات» و«الفحم السوداني» ّ و«المعسل» وبزر «دویرة الشمس» في مختلف مناطق المملكة بشكل غیر مسبوق مقارنة مع باقي أیام السنة.. لقد كان یوماً ربیعیاً رائعاً، والأردنیون لا یقبلون «شمة الھوا» بالتناوب، فالقرار جماعي ولا تأجیل للزحف نحو أي بقعة خضراء .. ّ یصادفھا المتنزه فیفرد علیھ حصیرتھ وفرشاتھ ومناقلھ وأرجیلتھ لقد وھبنا الله طبیعة متنوعة جمیلة مدھشة لا تجرؤ ألسنة النفاق لتقول إنھا من انجازات فلان، ھي كما خلقھا الله منذ أن دحى الأرض، التلال والجبال والودیان ومروج الترمس ّ المر، وھضاب «المقره والحویرة» والدحنون تمارس حیاتھا وتستمر في بقائھا وتكاثرھا، بعیداً عن «تخبیص» السیاسیین وادعاءاتھم الساذجة.. لكن في نفس الوقت برغم كل ..روعة الطبیعة التي منحنا الله إیاھا.. الا أننا لم نحسن إدارتھا أو صونھا أو رعایتھا كما یجب المسألة للتقریب، تشبھ تماماً كمن یملك دونم أرض في دیر غبار على شارعین تقدر قیمتھ بملیون دینار ویستغلھ ّ «بمعرش بطیخ».. القیمة المكانیة الرائعة لا یجاریھا الاستثمار المناسب.. بصورة أوضح حكوماتنا المتعاقبة بالوھن وغیاب بُعد النظر والشلل ترید « ّصبي بلا ّ بي» ترید سیاحة دون أن تشتغل على ھذه السیاحة، على ھذا «البترول ..الأخضر الذي قدّمھ الله لنا ھدیة عظیمة».. ھذه الثروة تبقى في حدودھا ما لم تصنع منھا سیاحة حقیقیة كثیر من المناطق السیاحیة تشھد إقبالاً سیاحیاً استثنائیاً ولا یوجد فیھا أدنى الخدمات... منطقة برقش ووادي الیرموك أم قیس على سبیل المثال یؤمھا آلاف من الأردنیین كل جمعة بالمقابل لا یوجد حمام عمومي واحد وھذه أبسط الاحتیاجات و«أقل واجب» على وزارة السیاحة أو ھیئة تنشیط السیاحة أن تقدّمھ للناس كي تضمن سیاحة داخلیة محترمة ونظیفة... عندما ینزنق طفل أو فتاة، یبدأ البحث العائلي المضني عن شجرة «لایذة» أو صخرة مرتفعة لا تطالھا عیون الآخرین... وتبدأ المشقة ویبدأ ارتفاع عداد «الزحمان».. ھون؟ لا شایفیني ھظلاك... طیب ھناك؟ ھذیك العجوز بتتفرج علي... طیب غاد؟ في عیلة قاعدة... ھنااااك؟... في «شب قاعد بالبكم»... طیب وین آخذك وین انھزم ..فیك على رأي كاظم الساھر... خلص یابا بتروح لحالھا ..وھكذا ھي السیاحة في بلدي... بتروح لحالھا احمد حسن الزعبي