دولة الإنتاج أم الاستهلاك

لم یعرض الأردن في مؤتمر لندن للمانحین أیة مشاریع كما كان مقررا , فعلى الأرجح أن تفاھما تم باستبعاد الفكرة التي كانت تتضمن مشاریع تنمویة وأخرى لھا علاقة بالبنیة التحتیة جاھزة للتمویل والإكتفاء بجمع مساعدات ومنح .والحصول على قروض المنح والمساعدات نعمة لكن القروض وھي التي كانت أكثر حجما فھي نقمة لكن من وجھة نظر الحكومة فللضرورة أحكام والوقت یمر والحاجة ماسة لھذه القروض لإطفاء أخرى مستحقة مھما كانت التكالیف.وزیرة التخطیط حملت إلینا قبل یومین بشارة وھي إنھ من المتوقع أن تبلغ المساعدات المقدرة للأردن للعام الحالي ما یقارب الثلاثة ملیارات دولار، وبنفس مستوى المساعدات والمنح للعام الماضي لكن في ذات الوقت ھناك قرض كبیر من البنك الدولي وھو میسر سعرا آجل للسداد! بمبلغ قیمة 2ر1 ملیار دولار حیث سنعیش على حساب البنك الدولي!.لماذا یتطوع البنك الدولي بإقراضنا ھذه المبالغ الكبیرة المؤجل تنفیذھا للسنوات المقبلة؟ الجواب لكي یبقى اقتصادنا معتمداً على المنح .والقروض مؤتمر مبادرة لندن قد لا یتكرر، والجھد الاستثنائي الذي قام بھ جلالة الملك لمخاطبة العالم مھم، وكان على الحكومة استثماره بإقناع الدول والمؤسسات الدولیة بحزمة مشاریع إضافة إلى المنح والمساعدات بدلا من القروض لكن ذلك لم یحدث فالعالم لیس جاھزا الآن لتمویل مشاریع تنمویة تقود الإقتصاد الى الإعتماد على الذات ربما أن الأجواء السیاسیة .غیر جاھزة بعد. تستخدم بما یحقق أكبر فائدة للاقتصاد الوطني وآخر ما یھمھا ان تستعمل الحكومة ھذه الموارد لتمویل الدعم الاستھلاكي في الكھرباء والماء والخبز والأعلاف وغیرھا.المساعدات لا تقدم لوجھ الله، فلھا أھداف ودائما ما كانت تربط بإصلاحات واجبة التنفیذ وحتى لو نفذت بنسبة 100 %ھناك دائما متطلبات یجري إختراعھا مع دیباجة تقول إن العالم مع الاردن بالنظر للأعباء التي یأخذھا على عاتقھ وأن موارده لا تكفي لتأمین الحد الأدنى من متطلبات الحیاة لشعبھ ولمئات الآلاف من اللاجئین، لكن المجتمع .!! الدولي لا یفعل ما ھو مطلوب منھ وكأنھ ینتظر حدثا ما نفھم أن الأردن یحتاج الى مساعدات ومنح فوریة تعالج أوضاع قائمة لكنھ یحتاج أكثر الى تمویل لإقامة مشاریع اقتصادیة تخلق فرص عمل وبذات الوقت تساھم في تسدید القروض وفوائدھا اما أن تذھب الى الإستھلاك والإعاشة فھذا خطأ فادح، یقصد بھ مزید من التورط في الدیون.المنح شحیحة مع أنھا تذھب لتمویل مشاریع إنتاجیة وھي أكثر ضرورة للتحول للإعتماد على الذات أما القروض فتذھب لتمویل عجز ودیون نشأت عن الإستھلاك والإعالة وھو الفرق بین دولة الإنتاج ودولة الإستھلاك فماذا یرید لنا المجتمع الدولي أن نكون؟ qadmaniisam@yahoo.com عصام قضماني