نتنياهو ويوم «الامتحان»!

كل ما قام بھ بنیامین نتنیاھو من تصعید، بالغ فیھ كثیراً ونَثْر الجمر المتقد في شتى الاتجاھات، ھو من أجل ھذا الیوم ّ «كرسي» رئیس الوزراء غیر و«عند الامتحان یكرم المرء أو یھان» والواضح أن فوزه غیر مضمون وإن احتفاظھ بـ مؤكد فھناك منافسون أقویاء ثم وأن المعروف أنھ غارق في مستنقع فساد حتى شوشة رأسھ كان حدیث الإسرائیلیین .والإعلام الخارجي خلال السنوات الأخیرة لقد بذل الرئیس ترمب كل ما لدیھ من إمكانیات لـ «تلمیع» نتنیاھو وتحسین صورتھ عند صنادیق الاقتراع في ھذا الیوم الحاسم وھدفھ، ھو بدوره، أن تنحاز إلیھ لجنة الشؤون العامة الأمیركیة – الإسرائیلیة «أیباك» التي تعتبر أھم وأقوى مجموعات الضغط في الولایات المتحدة فموعد انتخابات الرئاسة الجدیدة قد اقترب وھو یعرف أنھ إن ھو لم .یحظ بتأیید مجموعات الضغط الصھیونیة فإنھ قد لا یعود إلى البیت الأبیض مرة أخرى وعلى الإطلاق كأن ترمب، مع اقتراب نھایة ولایتھ الأولى، قد بدأ یتصرف بطریقة «ھیستیریة» لإرضاء «أیباك» ومجموعات الضغط الصھیونیة في الولایات المتحدة وإرضاء أوساط الیمین السیاسي في إسرائیل وكانت البدایة نقل سفارة بلاده من تل أبیب إلى القدس المحتلة والاعتراف بھا عاصمة موحدة لإسرائیل ثم ولأن موعد الإنتخابات الإسرائیلیة والأمیركیة قد إقترب فقد قام بـ «إھداء» ھضبة الجولان السوریة المحتلة لإسرائیل لـ «بنیامین نتنیاھو» تحدیداً وھذا مع أن ھناك مثلاً یقول: «أعطى من لا یملك إلى من لا یستحق» وھو قد أطلق أیضاً تلك القنبلة السیاسیة التي عنوانھا «صفقة القرن» والتي یشیر ما تسرب منھا من معلومات إلى أن أقصى ما یمكن تحقیقھ بالنسبة للضفة الغربیة ھو حكم .ذاتي «ناقص» وأن الدولة الفلسطینیة المفترضة ستقتصر على قطاع غزة وھكذا فإن كل ھذا وغیره قد ذھب بھ بنیامین نتنیاھو إلى صنادیق الإقتراع وھو یطلق التصریحات «العنتریة» التي أغلب الظن أنھا لن تؤثر إلاّ على فئة الیمین الإسرائیلي المتطرف فالمرشحون الآخرون لدیھم ھم أیضاً وعودھم البراقة ولدیھم ما كانوا قالوه خلال المعركة الإنتخابیة للرأي العام الإسرائیلي ولدیھم أیضاً إتھامات الفساد التي ألصقوھا برئیس الوزراء الذي سیكون یومھ ھذا الیوم حاسماً فإما أن یحتفظ بموقعھ وإما أن یذھب ھرولة إلى مزبلة التاریخ وإلى المحاكم التي سیقف أمام قضاتھا لیصدروا أحكامھم علیھ بتھم الفساد والسرقات والسلب والنھب التي ُلصقت بھ .أ في كل الأحوال إن المؤكد أن ھذا الیوم سیكون حاسماً وقد لا تنفع معھ صنادیق الاقتراع، التي ظھرت مع ھذا الصباح الباكر فاغرة أفواھھھا، كل ألاعیب ترمب و«بھلوانیاتھ» المخزیة ولكن وفي كل الحالات فإنھ على العرب وبخاصة الأشقاء الفلسطینیین أن یعدوا أنفسھم لأیام مقبلة قاسیة إذْ أن حتى وإن فشل نتنیاھو وخذلھ الناخبون الإسرائیلیون فإن .!!البدیل ربما لن یكون أفضل منھ.. لا بل ربما یكون أسوأ كثیراً وحتى أسوأ من مناحم بیغن وشارون صالح القلاب